الاهتمام بالبيئة المحيطة بالبشر قديم قدم الإنسان نفسه، فالإنسان لا ينفک عن الاحتياج إلى بيئته والتفاعل معها([1])، لأن المجتمع الراقي هو الذي يحافظ علي بيئته، ويحميها من أي تلوث أو أذي، لأنه جزء منها، ولأنها مقر سکناه وفيها مأواه، ولأنها عنوان هُويته، ودليل سلوکه وحضارته، وکما يتأثر الإنسان ببيئته، فإن البيئة تتأثر، أيضًا، بالإنسان. وجاءت التوجيهات الدينية حاملة بين طياتها الدعوة المؤکدة للحفاظ علي البيئة، برًا وبحرًا وجوًا، وإنسانًا، ونباتًا، وحيوانًا، وبناءً إلي غير ذلک من مفردات البيئة، لأنها جميعًا منظومة واحدة، لکيان واحد. فدعا الاسلام إلي الحفاظ على نظافتها وطهارتها وجمالها وقوتها وسلامتها، ونقاء من فيها والمحافظة عليه([2]). ولقد خلق الله تعالى الإنسان وميزه عن سائر مخلوقاته بالعقل واستخلفه في الأرض بعد أن أودع فيها کل احتياجاته التي تعينه على استمرارية الحياة, فأخذ الإنسان يؤثر ويتأثر بما حوله من تلک الموارد الطبيعية والبيئات المختلفة, ورغم أن الحفاظ على البيئة يشترک فيها الجميع دون حدود أو قيود، إلا أن نظرة الإسلام للبيئة ومواردها الطبيعية