مما لا شك فيه أن ظاهرة ارتفاع معدلات الأفراد كبار السن أصبحت ظاهرة تواجه المجتمعات المعاصرة، وتظهر جلياً بشكل واضح في الدول النامية، كما أنه تظهر الحاجه الملحة إلى الإهتمام بتلك الظاهرة المتعلقة بالمرحلة العمرية، والعمل علي دراسة سماتها دراسة علمية دقيقة، كي يتم العمل على وضع وتقديم برامج وسن تشريعات تتناسب مع احتياجات الأفراد كبار السن في هذه المرحلة.
وكما أن الدستور المصري قد اختص المسنين في المادة 83 بالنص علي الآتي: "تلتزم الدولة بضمان حقوق المسنين صحياً وأقتصادياً وأجتماعياً وثقافياً وترفيهياً وتوفير معاش مناسب يكفل لهم حياة كريمة وتمكينهم من المشاركة في الحياة العامة وتراعي الدولة في تخطيطها للمرافق العامة احتياجات المسنين، كما تشجع منظمات المجتمع المدني عليب المشاركة في رعاية المسنين".
والجدير بالذكر أيضاً أنه نظراً لوجود ظاهرة التعمر فإنه يُطرح حالياً مشروع قانون يتعلق بحقوق المسنين، والذي أطلق عليه البعض قانون رد الجميل، كما أنه نظراً لتزايد الإهتمام بفئة المسنين على الصعيد العالمي فى الآونه الأخيرة ومما يؤكد ذلك اعتبار عام 1999م عاماً دولياً للمسنين، وأن الإهتمام بهذه الفئة مؤشر من مؤشرات تقدم الأمم.
وقبل كل شئ أيضاً فقد أوصت الشريعة الإسلامية برعاية حقوق المسنين وكبار السن، حيث أوصت بمعاملة الأبناء للأباء عند الكبر بالشكل الذي يليق بهما في هذه المرحلة العمرية، حيث ذكر المولى عز وجل في كتابه العزيز " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا أياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً "([1])، وقد أرشدنا رسولنا الحبيب صلي الله عليه وسلم إلي إحترام وتوقير كبير السن بصفة عامة، حيث قال في الحديث الشريف: " إن من إجلال الله تعالى إكرام ذا الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجاف عنه وإكرام ذا السلطان المقسط "([2])، وذكر أيضاُ في الحديث الذي رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا". وقال أيضاً في الحديث : "أنزلوا الناس منازلهم"، في الحديث الذي رواه ميمون ابن أبي شبيب عن عائشة([3]).
ويتضح من ذلك أن الشريعة الغراء أمرتنا بأن ننزل الناس منازلهم بأن نرحم الضعيف ونوقر الكبير وأن نعطي لكل ذي حق حقه، لأن الكبير له حق والصغير له حق، وينبغي عدم معاملة كبير السن بناء علي التوجيهات الربانية والنبوية كباقي الفئات الأخرى، فلكل قدره ولكل حقه، ولكل منهم مرتبته في الدين، فإن كبير السن له حق يختلف عن حق العالم وعن حق الحاكم وعن حق الأخوة وعن حق الأبوة وعن حق الجار والصديق وخلافه ...
([1]) سورة الإسراء الآيه 23.
([2]) حديث حسن رواه أبو داود، شروح الكتب، رياض الصالحين، تعليق علي قراءة الشيخ محمد إلياس.
([3]) رواه أبوداود والترمزي، المرجع السابق.
TRANSLATE with x
Arabic
Hebrew
Polish
Bulgarian
Hindi
Portuguese
Catalan
Hmong Daw
Romanian
Chinese Simplified
Hungarian
Russian
Chinese Traditional
Indonesian
Slovak
Czech
Italian
Slovenian
Danish
Japanese
Spanish
Dutch
Klingon
Swedish
English
Korean
Thai
Estonian
Latvian
Turkish
Finnish
Lithuanian
Ukrainian
French
Malay
Urdu
German
Maltese
Vietnamese
Greek
Norwegian
Welsh
Haitian Creole
Persian
//
TRANSLATE with
COPY THE URL BELOW
Back
EMBED THE SNIPPET BELOW IN YOUR SITE
Enable collaborative features and customize widget: Bing Webmaster Portal
Back
//