لقد انتقل المجتمع وبسرعة غير مسبوقة نحو التطور والتقدم سواء کان من الناحية الاجتماعية أو التقنية، وقد صاحب هذا التطور والتقدم بعض الوقائع والمسائل الطبية المستحدثة، وهذه المسائل تکاد تکون غير متناهية، ولعل أهم الأسباب التي دفعتني للتطرق للتأصيل الفقهي لهذه الوقائع المستحدثة أنها لصيقة الصلة بأرواح الناس وأجسادهم، وقد تناولت هذا الموضوع في خمسة مباحث، فقد تطرقت للتعريف التأصيل الفقهي لهذه الوقائع، وللقواعد الأصولية التي تحکم الموضوع، ودور الاجتهاد الجماعي في علاج هذه المسائل، وأخيرًا أفردت مبحثًا مستقلًا لأمثلة من الواقع العملي لهذه الوقائع الطبية المعاصرة، وقلنا أن أهم هذه الأمثلة: عمليات التجميل، واستئجار الأرحام، والتلقيح الصناعي، والاستنساخ، وزراعة الأعضاء.
وخلصنا لبعض النتائج والتوصيات، لعل أهمها: إنه کان لمن الأهمية أن نقوم بالتأصيل لفقه الوقائع الطبية المعاصرة، للوقوف على القاعدة الأصولية والفقهية التي استند إليها المجتهدون الذين توصلوا للحکم الشرعي للواقعة أو الحادثة الطبية المعاصرة، وأوصينا بتقنين الآراء والقرارات التي توصلت إليها المجامع الفقهية، وتحويلها لمواد قانونية، لکي يستفاد منها الدارسين وذوي الاختصاص، کما قلنا إنه بات ضروريًا إدراج منهج دراسي يتضمن ماهية الاجتهاد الجماعي، ونبذة عن المجامع الفقهية في العالم الإسلامي، ودور الاجتهاد الجماعي في علاج الوقائع الطبية المعاصرة.