يهتم هذا البحث بدراسة سبل الترابط النصي المتحققة في الشعر الأندلسي عبر استقراء النموذج الشعري لشعراء مملکة غرناطة فيما يتصل بالسرد التاريخي؛ حيث زخم العصر بالعديد من الوقائع التاريخية التي استثارت قرائح الشعراء فنظموا فيها قصائدهم ما بين حضارة يشاد قصورها وأطلال مدن ينعاها أهلها.
ليس عجيبًا أن يتبوأ الشعر مکانة سامقة في الوجدان العربي بما يکتنزه من مفردات السرد، ممزوجة بإبداع النظم وتناسق الإيقاع، فقد کان الشعر الغنائي ولا يزال فن العربية الأول - منذ القدم وحتى الآن - وإن نافسته بعض الفنون في العصر الحديث، إلا أن السرد قد لازمه منذ البواکير الأولى، فغدت القصيدة تسلسلاً للأحداث باستخدام تقنيات يمکن وصفها بالسردية، فظهور السرد الحکائي في النص الشعري قد أبعده عن الغنائية، وطبعه بالطابع الإنساني، فلم يعد النص الشعري يعبر عن التجربة الذاتية للشاعر فحسب، بل اتجه إلى وصف الأحداث والشخصيات والأمکنة، وذکر التفاصيل والجزئيات، وغدا التاريخ بأحداثه معينًا ينهل منه الشعراء.
الکلمات المفتاحية:
الترابط النصي- الضمائر- أدوات العطف- السرد التاريخي- مملکة غرناطة