تهدف هذه الدراسة إلى خدمة علم الفرائض ببيان العلل الفقهية التي نص الصحابة عليها واستندوا لها في توجيه اجتهاداتهم في القضايا الفرضية، ودراسة تلک العلل المؤثرة في الأحکام الفرضية التي ذهب لها الصحابة رضوان الله عليهم، ومناقشتها والترجيح بينها.
فبالرغم من أن علم الفرائض وقسمة المواريث علم وضعه الله تعالى بنفسه، وأنزله في محکم آياته؛ إذ الأموال ميدان تنافس الناس ومحط أطماعهم؛ إلا أنه بحکمته قدًر حوادث نتجت عنها مسائل لم يرد فيها نص فاختلف فيها الصحابة رضوان الله عليهم ؛ ليبتلي عباده في استظهار حکمه ومراده، والحکم يدور مع علته وجودًا وعدمًا، فتوجه البحث للعلل الفقهية المؤثرة في قسمة الميراث، سدًا لباب الأهواء والظلم والطمع.
وقد اعتمد البحث على المنهج الاستقرائي الاستنباطي التحليلي، وانتظم في مبحثين:
المبحث الأول: التعريف بمفردات العنوان، وفيه ثلاثة مطالب، والمبحث الثاني: العلل الفقهية التي نص عليها الصحابة رضي الله عنهم في الفرائض، وفيه ستة مطالب.
وقد توصل البحث إلى مجموعة من النتائج، من أهمها: أن اجتهاد الصحابة رضي الله عنهم في علم الفرائض کان اجتهادّا قائمًا على استنباط العلل والمعاني المؤثرة في الأحکام مما يشهد له نصوص الکتاب والسنة.
وأن علم العلل الفقهية له جذوره الممتدة منذ الصدر الأول من تاريخ الإسلام.
وأن الفقهاء سلکوا في مناظراتهم الفقهية منهجًا واضحًا في تقرير العلل الفقهية من المسالک المعتبرة، وسلامتها من القوادح.