تؤكد دراسة البعد الثقافي للعربية الفصحى على أنّ بحث اللغة متصلة بسياقاتها الثقافية المتنوعة صار مُسَلَّمة علمية في الدراسات اللغوية وعلوم الأنثربولوجيا، كما أنها تسعى إلى إثبات تلك العلاقة في الفكر النحوي في أثناء تحليل النحاة بعضَ ظواهرها التركيبية واستعمالاتها اللغوية.
         تتكوَّن الدراسة من مقدمة، وتمهيد، ومبحثين، أولهما: مشروعية بحث المقولات النحوية من منظور الثقافة، وثانيهما: البعد الثقافي للاستعمال اللغوي في التحليل النحوي.
         وكان من أبرز نتائج تلك الدراسة ما يأتي:           
1- مصادر السماع النحوي: موجهات ثقافية وعقدية، وأدوات ثقافية ناقلة لها.
2- زاوج النحاة بين لغة الشاهد النحوي ومضامينه الاجتماعية الثقافية المفسرة لأحوالها المشاهدة من طباع العرب، وحكمتها، ومقاصد كلامها.
3- من الظواهر اللغوية الثقافية التي انفردت بها العربية الفصحى: التصرف الإعرابي، واستعمال الكنى والألقاب، ومخاطبة الواحد بخطاب المثنى.
4- للثقافة الإسلامية دور مهم في إثراء ألفاظ العربية، وأساليبها، ومعانيها.
5- ساعد النظام النحوي والاشتقاقي للعربية على استيعاب أبنية الأسماء الأجنبية وتعريبها.