يثير مفهوم تصنيف الرسوم التوضيحيه او العلامة الکثير من التعقيد في المجالات المختلفة التي يدخل في اهتمامها وليست هناک إمکانية تناول کل جوانب هذا التصنيف بالدرس والتنقيب، لکن الأمر المهم هو دراسة التصنيف الذي نعتقد انه يخدم غرض الدراسة، ولا ندعي إمکانية إهمال التصنيفات الأخرى للعلامة من حيث إمکاناتها وأهميتها وقدرتها على صياغة مفاهيم وأنماط وأسس علمية، لکن نرى ضرورة حصر المجال إلى أقصاه. إننا نعيش في عالم علامات، علامات عن علامات، وقد دفع الشعور المتنامي بهذا الواقع الإنسان الحديث إلى تغيير منظوره للحياة تغييراً عظيماً، الأمر الذي جعله يقز أن الحقيقة في هذا العالم لا تتأصل في الأشياء نفسها، بل في العلائق التي نلحظها بين الأشياء، أي أنها لا تتأصل في العناصر، بل في البنى نتيجة تغيير المنظور هذا من "الشيء" إلى العلامة يستتبعه منهجياً البحث في منظوري "العلامة" کممثل وبديل للشيء ،، إن الکشف عن هذه القواعد والتراکيب ومن ثم تفسير مبنى العلاقات الفنية،سيکون احد أهداف هذا البحث عندما يتناول تحليل العلامة في فن الرسم. "إن العلامة الصورية أو الايقونية تفترض تعبيراً وحيداً لکل دلالة، تعبيراً يرتبط بهذه الدلالة بصورة طبيعية، والرسم هو المثال المعروف لهذا النوع من العلامات، ومهما حاولنا التوغل في تاريخ الإنسانية فسنجد حتماً علامتين ثقافيتين مستقلتين ومتعادلتين هما الکلمة والرسم.التوضيحي . هنا تکون العلامة بين حامل العلامة والمدلول اتفاقية عرفية وغير معللة فلا يوجد بينهما تشابه أو صلة أو علاقة تجاور. يقول بيرس "الرمز هو علامة تحيل إلى الشيء الذي تشير إليه بفضل قانون غالباً ما يعتمد على التداعي بين أفکار عامة