لاتزال العولمة الثقافية تثير جدلا واسعاً بإيجابيات وسلبيات أطلقت العنان للإبداع والابتکار، وقضت على السُبل التقليديّة للتفکير، ألغت خلالها الحواجز بين الدول وأدّت إلى التفاعل الحضاري بين البلدان المختلفة وتغيير جذري في أنماط التعاملات الإنسانية، وتأکيدا لتعزيز جوهر الهوية الثقافية للمملکة العربية السعودية فوق وقائع التغيير والتطور المتسارع للعولمة، تأتي مسؤولية المصمم في الحفاظ على الهوية الثقافية وحمايتها ومواجهة التحديات التقنية والفکرية بإضافة البعد الإبداعي وتوجيه هذه الثورة لصالح تقدم وبناء عناصر الفن الزخرفي کأحد مظاهر تميز الهوية الثقافية لتضمن استمراريتها.
ومن هنا تأتي أهمية البحث في تأکيد الدور الابداعي للمصمم لتعزيز الهوية الثقافية من خلال تأکيد ايجابيات الفن الزخرفي وتقوية صفاته وخصائصه، وتعزيز انتقال الهوية القومية من جيل لأخر من خلال رؤى بصرية متجددة للوحدة الزخرفية شکلاً ومضموناً، وتحويلها إلى کيان رمزي يزخر بقيم متعددة ومطلقة لا تهدد الهوية الوطنية بالفناء والتذويب في تيار العولمة الثقافية، بل تعيد تشکيلها وتتکيف مع الحاضر والمستقبل.
فالتفکير الإبداعي عملية توجهها رغبة قوية في البحث عن حلول والتوصل إلى نواتج إبداعية أصيلة لم تکن معروفة سابقاً تتميز بالأصالة والمرونة. أحد هذه المنطلقات الابداعية التي يمکن الاستفادة منها لحل المشکلات التي تواجه المصمم بأسلوب إبداعي ومولد للأفکار هي استراتيجيات" سکامبر“. لذا ترى الباحثة أنه يمکن الاستفادة من فاعلية استراتيجيات" سکامبر في إعادة صياغة الوحدات الزخرفية برؤى تصميمية متعددة ، ولتحقيق ذلک اتبعت الباحثة المنهج التطبيقي: باستخدام برنامج الحاسب الآلي (أدوبي اليستريتور). لتصل في نهاية البحث للنتائج التالية: إمکانية الاستفادة من استراتيجيات" سکامبر“ في إثراء الوحدة الزخرفية وظهر في التوصيات تطبيق الاستراتيجيات في مختلف أنواع الوحدات الزخرفية کعملية إثرائية ،والاستفادة من الاستراتيجيات التفکيرفي تدريس الفنون.