بدراستنا لفن تصاوير المخطوطات نلاحظ تعدد أوجه الموضوعات المصورة فهناک الموضوعات العلمية والأدبية والتاريخية والدينية، إلا أن ما نملکه من مخطوطات تصور مشاهد دينية متبقية فى کثير من المتاحف حول العالم الآن کشفت لنا الکثير عن المخطوطات التى تناولت موضوعات دينية خلال العصر الإسلامى، فنجد بعض أمثلة للمخطوطات الدينية تضم صور الشخصيات المقدسة مثل مخطوط "جامع التواريخ" لرشيد الدين فضل الهمذانى بالقرن 8هـ/14م والمحفوظ بمکتبة إدنبرج باسکوتلاندا، فهو يضم مشاهد من العهد القديم، وفى ظل النهضة تحت الحکم العثمانى وفى إيران أولت تلک الحضارات عناية بتصوير الموضوعات الدينية سواء فى المذهب السنى والشيعى، وکذلک شاع تصوير الأنبياء والرسل فى الکتب التاريخية کما فى القصص الدينى وکان ينجز ذلک بطلب من کبار الحکام والمقتدرين؛ ويؤکد لنا ذلک على أن التصوير الإسلامى اتجه لتصوير قصص الأنبياء کطريقة لنشرالأخلاقيات والوعى الثقافى أو کسرد تاريخى للأحداث وخاصة أن تلک المخطوطات کانت لکبراء الدولة وليست للشخصيات العامة؛ وعند الترکيز على قصة موسى وتطورها خلال مراحل التصوير فى الفن الإسلامى نلاحظ أن الموضوعات المختارة هى الموضوعات التى تم الترکيز عليها فى القرآن الکريم مع إدخال بعض المشاهد الجديدة أيضًا المذکورة فى العهد القديم (التوراة) وصبغها بالصبغة الإسلامية وذلک بعد القرن 8هـ/14م الذى کانت أعماله الفنية فى ذلک الوقت مستوحاة من قصص العهد القديم.
ويستهل البحث بنبذة عن تاريخ المخطوطات الدينية فى العالم الإسلامى وتناول الغرض من تصوير المشاهد الخاصة بالأنبياء والفلسفة الفنية وراء تلک الموضوعات، کما يدرس البحث ويحلل بعض النماذج من القرن 7هـ/13م إلى القرن 11هـ/17م ويوضح التطور الذى حدث على العناصر التشکيلية واستعمال أشکال تحولت إلى رموز استخدمت کرموز ثابتة بمجرد رؤيتها نستطيع تحديد