تختلف وتتميز المجتمعات الإنسانية والحضارية ومثيلاتها من المجتمعات الأخري بفضل ما يختص وينفرد به کل مجتمع من إرث حضاري ثقافي يميزه ويؤکد هويته الثقافية
کما أن تناقل " التراث " من جيل إلى جيل عبر العصور المختلفة والحفاظ عليه من أي مؤثرات خارجية هو الذي يصبغ المجتمع بصفة فريدة تجعل له کيانا خاصة وتکسبه هوية ثقافية خاصة به، تميزه عن سائر المجتمعات الأخري ، ومن ثم فأن التراث والهوية يعدان وجهان لعمله واحده لأن الاهتمام بالتراث والحفاظ على خصويته يساهم بدوره في فهم الماضي واستيعابه بکل ما يحمله من قيم وثقافات وعادات وتقاليد کذلک يعمل على تأصيل الفردية وتعزيز الهوية الثقافية ولاسيما إذا کان الفرد ينتمي إلى تراث وحضارة تاريخية عظيمة تحظي بتقدير وإعجاب المجتمعات الأخري ، مثل الحضارة المصرية القديمة والاغريقية والرومانية والقبطية والاسلامية فجيمعهم حضارات إنسانية عريقة تستدعي أن نعتز ونفتخر بانتمائنا لمثل هذه الحضارات المؤثرة في العالم أجمع ولا يجب أن نقف فقط عند حد التأثر والحفاظ على هذا التراث الحضاري ، بل يجب علينا أن نسعي لتطويره لايجاد وعمل جسورا ثقافية تنشره على کل من الصعدين المحلي والدولي والعمل على ايجاد سبلا للتعاون بين الهيئات والمؤسسات الاکاديمة والثقافية بهدف دعم وتعزيز الهوية في ظل مفهوم العولمة والتطور التکنولوجي فائق السرعة .
وتتخلص مشکلة البحث في أنه لا يوجد التعاون الکافي بين الهيئات والمؤسسات والمنظمات التعليمية والثقافية للحفاظ على التراث وتأکيد الهوية .
ويهدف البحث لالقاء الضوء على الأدوار المنوطة ببعض الهيئات والمؤسسات التعليمية والثقافية ، وکيفية ايجاد تعاون وبناء جسوراً ثقافية فيما وبينهم ، للحفاظ على التراث وتعزيز الهوية الثقافية
ويتبع البحث المنهج الوصفي التحليلي کما يسعي إلى ايجاد طرق وآليات جديدة تدعم ذلک التعاون