ليس أدل على الفعل السياحي وعلاقته بالعمل الإعلامي من أن يتناول موضوع يحدد العلاقة الاشتراطية التي تربط بين الأنموذج السياحي والعمل الإعلامي لتوضيح العلاقة من جهة والأهمية من جهة أخرى ولهذا فقد أختار الباحث عنواناً لبحثه يُعين ويکرس من خلاله تحديد تلک العلاقة الاشتراطية ويُعطي بيان محدداتها، کما أن تناول هذا الموضع يتطلب وضع وصياغة مفردات خاصة ولغوية مُحددة لعنوان يشمل ما يتضمنه محتواه من عناوين تترجم في الوقت ذاته حالة الفعل والعلاقة المعرفية وتتناغم مع ذلک لهذا فقد اختار الباحث أن يکون عنوان بحثه موسوم (الإعلام السياحي ودوره في دعم الاقتصاد الوطني - السياحة الطبيعية والأثرية - أنموذج الفعل السياحي) وهذه الصياغة اللغوية تُعطي دلالة خاصة وأهمية محددة للموضوع إذ أن العلاقة الاشتراطية تلک بيانها والوقوف عليها ليس إلا ترجمة فعلية لها کما أنها تدخل في سياقات الإِشکال الذي يُحدد خلفية الدراسة والتي قد تکون من أهم مسببات ودوافع تناول هذا الموضوع بذات عنوانه وهذا في الواقع فيصل محددات العلاقة وبيان الأهمية ومثل هذه المواضيع حقيقة تحتاج للدراسة والبحث وتحديد العلاقة الاشتراطية وکذلک تعيين محدداتها وتوافقاً مع ما تم عرضه فسوف يُقسم الباحث بحثه وفق عنوانه لأربعة محاور رئيسية المحور الاول يُعرض فيه التعريف والمفهوم لمصطلح السياحة والإعلام السياحي وإبراز دورة وفاعليته ونشر حالة الوعي السياحي، أما المحور الثاني فهو مخصص لرصد التغيرات التي من الممکن أن تطرأ على الأعمال الاقتصادية  الناتجة عن الفعل السياحي التي ستُسهم في تحقيق انتقال الاقتصاد من الريع إلى التنوع وإحداث التغير في الدخل القومي، بينما المحور الثالث سيتعرض فيه الباحث لأمثلة من السياحة الطبيعية والأثرية وسيرکز فيه على مثالين هامين وهما السياحة الطبيعية الخاصة بالتکوينات الجغرافية والجيولوجية والسياحة الأثرية المتجسدة في بعض المواقع ذات الخاصية المعمارية والدلالة المعنوية الثقافية والمادية التي تزخر بها عديد المناطق في ليبيا وبيان أهميتها وضرورة حمايتها وفق صياغات قانونية وتشريعات نافذة، وفي المحور الرابع سيتضمن النتائج التي من المأمول الوصول إليها، ويظم کذلک جملة من التوصيات التي يُرتجى الأخذ بها من قِبل مؤسسات الدولة ذات العلاقة وسيُعتمد في هذا البحث على المنهج الوصفي والتحليلي حيث أن هذا المنهج متوافق مع طبيعة متضمنات محاوره والأهداف المراد الوصول إليها، وقد توصلت الدراسة لجملة من الاهداف أهمها أهمية العمل الإعلامي السياحي في بيان الحالة الحضارية التي عليها عديد المواقع الأثرية والحضارية کما من النتائج التي تم التوصل إليها العلاقة الاشتراطية بين الإعلام والسياحة، ودور الإعلام وانعکاساته على رفع مستوى الوعي للمواطن للحفاظ على المعالم الأثرية التي يزخر به وطنه ودفع المسؤولين لموصلة رفع مستوى حالة الوعي وتقديم التشريعات والقوانين التي تحمي تلک المعالم والمواقع السياحية والأثرية.