تهتم هذه الورقة البحثية بتوظيف التراث والحکاية الشعبية في المسرح الجزائري، الذي استلهم مواضيعه الدرامية وأفکاره من مصدر يعد الدعامة الأساسية لأي فن، التراث هو منبع الإبداع المسرحي، فقد نشأ المسرح القديم معتمدا على التراث، سواء الشعبي أو التاريخي أو الأسطوري، ما جعله مصدرا أوليا ارتبط به الکتاب المسرح واستمدوا منه مواضيع مسرحياتهم، إذ تعد قضية التراث قضية جوهرية في وجودنا الجزائري والعربي المعاصر، لأنه ما يزال في فکرنا وطبيعة نظرتنا للحياة ومصدر من مصادر الإبداع والنشاط الحضاري في الحياة الإنسانية .
ويرى الباحثون الجزائريون ورجال المسرح في الجزائر أن العودة إلى البحث عن المضمون التراثي للمسرح واستلهام التراث وأشکال التعبير الشعبي فيه قد بدأت مع بدايات المسرح الجزائري، إلا أن ذلک المضمون وضع في قالب غربي مما أدى إلى حدوث انفصال تام بين الشکل والمضمون.
إن التراث الشعبي غني بعناصره المختلفة، ومتنوع في مضامينه الثرية بالمادة التراثية وموضوعاتها، ويصنف بدوره إلى أربعة عناصر هي: المعتـقدات الشعبية، العادات الشعبـية، الفنون الشعبـية والأدب الشعبي.
وفي هذا کله تلعب الحکاية من خلال عناصر متناقضة وخاضعة لعدة احتمالات، لأنها مرتبطة بالتاريخ بدرجة کبيرة، وتشکيلها دورا في البحث والترکيب من طرف الشخصية والمؤلف والمتلقي الذي يجمع بناء الحکاية في ذهنه وفکره ويطابقها مع الواقع.