تنامي اعتماد عديد من منظمات الأعمال على التکنولوجيا الحديثة في عملياتها التسويقية، وبخاصة تکنولوجيا الذکاء الإصطناعي وتطبيقات علم تحليل البيانات الضخمة، وهو ما يمس بشکل مباشر مسألة الخصوصية في هذا العالم الرقمي الجديد الذي صرنا نحيا به جميعا. وهدف البحث إلى تحديد اتجاهات الجمهور نحو تأثير استخدام التسويق الإلکتروني لتطبيقات تکنولوجيا الذکاء الإصطناعي وتحليل البيانات الضخمة على الخصوصية في العصر الرقمي، عن طريق إجراء بحث ميداني على عينة بلغت 392 مفردة من شباب الجامعات المصرية، وهم الشريحة الأنشط من المجتمع على شبکة الإنترنت، بتطبيق استمارة استبيان الکترونية.
وأشارت النتائج إلى مستوى معرفة متوسط بتطبيقات التکنولوجيا الحديثة في مجال التسويق الإلکتروني، بمتوسط 58%، وأبدى 89.8% من أفراد العينة مستويات مختلفة من القلق على خصوصية بياناتهم على شبکة الإنترنت، وکانت أبرز أسباب ذلک عدم وجود تشريعات وقوانين کافية لحماية خصوصيتهم الرقمية بنسبة 80.9%، إلا أن هذا القلق لا يحول دون الکشف عن بعض البيانات الشخصية طواعية مثل النوع 90.5% والإسم 88.6% والعمر 86.6%، إلا أن بعض البيانات الأخرى لا يتم مشارکتها بسهولة مثل مستوى الدخل والرقم القومي وبيانات البطاقات البنکية، ما يعکس وعيهم بحساسية هذه المعلومات الشخصية بالنسبة إليهم. وهو ما يظهر کذلک في متابعة 81.6% من أفراد العينة للأخبار والمعلومات المرتبطة بتأثير التکنولوجيا على الخصوصية، والإطلاع على سياسة الخصوصية في المواقع التي يترددون عليها بنسبة بلغت 34.7%.