هدفت الدراسة التعرف على القري المنتجة كنموذج للتنمية المستدامة في محافظة الفيوم، وقد تناولت الدراسة مفهوم التنمية المستدامة وعلاقته بمشروع القري المنتجة، وأوضاع القري في محافظة الفيوم وأشهر القري المنتجة بها، ثم دراسة تفصيلية لقريتي النزلة وتونس كنموذجين مختلفين للقري المنتجة.
        وقد توصلت الدراسة الي عدد من العوامل التي ساهمت في تدهور صناعة الفخار بالنزلة هي: تدهور قيمة موقع القرية، وفقدان مصدر المادة الخام، وضعف العائد المادي وهجرة العمالة، وانبعاث العديد من الملوثات عن حرق الطين، والتدخل الحكومي غير المتوافق، وعدم القدرة على التسويق والبيع بسعر الجملة، وعجز الحرفيين عن تحديث حرفتهم والوقوف على المستجدات فيها مما عرضهم لمنافسة شديده. كما توصلت الدراسة أيضا لعدة عوامل كانت سببا في نجاح تجربة الفخار في قرية تونس وتحويلها لقرية بيئية مستدامة وهي: موقع القرية المتميز وعلاقاته المكانية المتشعبة، ووجود مدرسة الفخار بالقرية ومعلمتها ايفيلين بورية التي تعد الاب الروحي لصناعة الفخار بها، وتنوع انتاج الفخار بالقرية وعدم قابليته للتقليد، والترويج السياحي للقرية كقرية بيئية مستدامة، والتسويق الفعال لمنتجاتها، والطراز المعماري المميز للقرية.
       وقد انتهت الدراسة بوضع خطة لتحويل القري المصرية الي قري منتجة، تتمكن كل قرية من خلالها ان تصبح علامة تجارية مثل فخار تونس، وسجاد دسيا، وتمور سيوة وهكذا. وأوصت الدراسة بضروه إعادة اكتشاف الريف المصري من خلال انشاء قاعدة بيانات جغرافية شاملة لكل القري المصرية وتوابعها، وتوسيع دور المحليات ومؤسسات المجتمع المدني في دعم تطور القري ونهضتها.