تهدف هذه الورقة البحثية إلي مناقشة الخلفية النظرية حول المجتمع المدني ودوره في عملية التنمية للمجتعات المحلية، انطلاقاً من أن العمل الاجتماعي والتنموي التطوعي من أبرز الوسائل المؤثرة في التنمية والنهوض بالمجتمع والوصول لأعلي معدلات النمووالاستدامة، حيث تزداد أهمية وتأثير العمل الاجتماعي والتنموي التطوعي مع تزايد الفجوة والقصور في موارد الدولة ودورها في الوفا باحتياجات مواطنيها، ذلک من خلال مناقشة مفهوم المجتمع المدني ونشأته وتطوره، وشراکته مع الدولة والقطاع الخاص في دفع معدلات التنمية الشاملة بوجه عام والتنمية المحلية بالتحديد، حيث إن تناول هذا الدور الذي يقوم به المجتمع المدني في عملية التنمية يکون وفقاً لأربعة محاور رئيسية، وهي: السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية، حيث تؤکد العديد من الدراسات السوسيولوجية والاقتصادية علي أن هناک ثمة تحول کبير وملحوظ في دور المجتمع المدني بکافة أشکاله من مجرد تقديم المساعدات العينية للأفراد الأکثر فقراً في المجتمع وتقديم الإحسان المباشر إلي المساهمة ببرامج التنمية ومخططاتها، وتقع المسؤولية المجتمعية في دفع معدلات التنمية علي طرفين رئيسيين هما: الدولة والتي بدورها تقوم بتشريع القوانين التي تساهم في تحفيز القطاعات کافة، والطرف الثاني يتمثل في المجتمع المدني والذي يساهم بدوره في عملية التنمية.