إن مفهوم الهندسة في الفن منذ رسومات الكهف وصولا إلي انماط الحداثة وما بعدها وتحولاتها التي رافقت الفن التشكيلي بصفة عامة تكشف موضوعيا كيف عبر الفنان عن الاشكال الهندسية وكيف انفتح العمل الفني ليشغل امكنة جديدة لم يألفها في السابق حيث برزت جذور الهندسة تاريخيا في الفن ابتداء من الزخارف التي زينت جدران وفخاريات عصور ما قبل التاريخ والتي تطورت مرورا بعلم المنظور في عصر النهضة وصولا إلي المحاولات المباشرة لفنون الحداثة في إحالة الشكل الطبيعي إلي شكل هندسي . وفي هذا البحث محاولة للاستفادة من الاشكال الهندسية في عمل تكوينات خزفية ذات طابع معماري وإظهار عناصر التشكيل كالحركة والفراغ والايقاع والتوازن في صياغات جديدة علي المنحوتات الخزفية فالنحت والعمارة تنظيم يوجد بين مجموعة تشكيلات إنشائية فى الفراغ أو تشكيل مجسم ذو بعد ثلاثى محمل بالمعنى الوجدانى للفنان , فالكتلة والفراغ هما من أهم العناصر التى تجمع بين فنى النحت (التشكيل المجسم) والعمارة والفرق بينهم فى المعنى فلا يوجد حد فاصل بين النحت والعمارة فى الهيئة الخارجية, فهما يكونان وحدة فنية متكاملة فى الأسلوب والنظام والقانون الهندسى وكذلك فى علاقة العمل الفنى المتكامل بالفراغ الداخلى والخارجى