يعتبر الضوء من العوامل المؤثرة بقوة في شتى مجالات الحياة ، خاصةً المرتبطة منها بالمجال البصري ، الذي يندرج تحته نشاط الفن التشكيلي . والضوء – الطبيعي والصناعي – له تقنيات ومعالجات تؤثر سلباً وإيجاباً على العمل الفني ، خاصة التصوير الجداري ، حيث يمكن الاستفادة من عنصر الضوء – إذا ما أُحسن استخدامه – في إضافة قيماً جمالية وتشكيلية ورمزية ، إلى العمل الجداري . ويستطيع المصور الجداري الجمع بين الدور الوظيفي والجمالي للضوء ، في إظهار أعماله الجدارية ، داخل إطار معاصر يتواكب مع المستجدات التكنولوجية التي نسبح في بحورها ، والتي تتنامى بشكل سريع ، وعلينا أن نواكبها ونتفاعل مع معطياتها .
إن الضوء الصناعي بتقنياته الحديثة ، يُمكن أن يُقدم للتصوير الجداري حلولاً تشكيلية معاصرة وقيماً جمالية أوفر وأوضح من خلال :
- إضافة مؤثرات ضوئية توحي بالعمق والتجسيم ووحدة التكوين .
- استخدام الضوء في تأكيد بعض الدلالات الرمزية والنفسية للمتلقي .
- التركيز بالضوء على بعض العناصر الأكثر أهمية من وجه نظر الفنان .
- تأكيد الملامس والبريق لبعض الخامات الجدارية ، والتي تزيد العمل الفني ثراءً وجمالاً .
في هذا البحث يتم دراسة بعض نماذج من التصوير الجداري محلياً وعالمياً ، يتضح من خلالها مدي إخفاق بعض المعطيات الجمالية والتشكيلية في التعبير عن نفسها ، جراء اعتمادها على الضوء الطبيعي فقط ، أو سوء استخدام وعدم فهم إمكانيات الضوء الصناعي المستخدم كعنصر ضمن عناصر التصميم ، أو استخدامه في إخراج العمل الفني . هذا بجانب نماذج أخرى نجحت في استخدام الضوء الصناعي كعنصر تشكيلي أو توظيفه بنجاح في إخراج العمل الفني