يعتبر الخزف من الفنون المهمة التي عرفت منذ القدم، وتصنف الأواني المنزلية أحد المنتجات الخزفية التي صنعها الإنسان على مدار التاريخ، وتتميز هذه الأواني بقيم جمالية متعددة ابتداء من الفكرة وطريقة تنفيذها توصلاً إلى المعالجات السطحية والطلاءات المستخدمة، وقد استلهم العديد من الخزافين المعاصرين أفكارهم من مدارس الفن الحديث وخاصة الحركة التكعيبية، حيث قاموا بمواكبة قواعد التكعيبية مع تطورات العصر الجديد عن طريق إضافة العديد من الأفكار والتقنيات لها، ولقد تميزت القيم الجمالية في الفن التكعيبي بأسلوب هندسي معقد وتعدد زوايا الرؤية في الاتجاه الواحد للعمل الثنائي الأبعاد، فكيف إذا طبقت هذه القيم على العمل الخزفي المجسم، ومن هنا تتضح مشكلة البحث في دراسة القيم الجمالية المستمدة من الحركة التكعيبية والتي طبقت على الأواني الخزفية المعاصرة. وكان هدف البحث التعرف على أسس ومبادئ التكعيبية وعرض مفهومها الفكري، والتطرق الى تاريخ الاواني الخزفية ودراستها، ومن ثم تحليل نماذج من الاواني الخزفية التكعيبية المعاصرة للكشف عن قيمها الجمالية. وتتضمن أهمية البحث في توسيع افاق الرؤية لأنماط جديدة في مجال الخزف، وإضافة جماليات مبتكرة عن طريق الاستفادة من أسس الحركة التكعيبية، وقد اعتمد هذا البحث على المنهج التاريخي والوصفي والتحليلي، وكانت حدود البحث مقتصرة على الحدود الموضوعية في الاواني الخزفية، والمدرسة التكعيبية، والحدود الزمانية في تحليل نماذج خزفية معاصرة (2015م -2022م). ومن اهم نتائج البحث هي اكتساب الاواني الخزفية قيم جمالية مستحدثة وإبداعية نتيجة الدمج بين التكعيبية والخزف المعاصر. وقد اوصت الباحثة بتكثيف الأبحاث حول دراسة الفن التصويري بمدارسه المختلفة الشهيرة وابتكار رؤى جديدة منها تسهم في زيادة القيم الجمالية والتشكيلية لفن الخزف.