الملخص:
يُعتبر الجسم الإنساني من الموضوعات التى تناولها الفنان عبر العصور المختلفة ، ومروراً بفنون الحضارات القديمة حتى ظهور المسيحية الذى ادى إلى إحداث طفرة فى تصوير المشاهد الدينية وصولاً لعصر النهضة الذى رکز فيه الفنانين على جمال الجسم الإنساني ومع مع نهاية القرن التاسع عشر اصبح تصوير الجسم الإنساني من أهم القضايا الفکرية حيث شکل رکيزة لمعظم الإنتاج الفني، لذلک نجد أن الجسم الإنساني أخذ حيزاً فنياً تحليلياً واسعاً فى الاتجاهات الفنية الحديثة.
ومع اختلاف هذه الاتجاهات الفنية الحديثة اصبح هناک علاقة بين مفهوم الشکل والمضمون للجسم الإنساني مع بقية عناصر العمل الفني وکذلک اختلاف البيئة المحيطة به وعناصرها التشکيلية، ووضع الجسم الإنساني داخل المساحة وعلاقته بخطة بناء العمل الفني.
و يحاول البحث الحالى توضيح تنوع المعالجات التشکيلية للجسم الإنساني وعلاقتة بخلفية العمل الفنى باعتبارهما من الاسس البنائية للعمل الفنى فى اللوحة التصويرية، وذلک من خلال دراسة اهمية الشکل والارضية فى بناء و معرفة التکوين للعمل الفنى(الشکل- تبادل العلاقة بين الشکل والارضية- الموضوع وعلاقته بالشکل والمضمون)
ثم تحليل المعالجات التشکيلية للجسم الإنساني وعلاقته بخلفية العمل الفنى فى مختارات لمصورين الفن الحديث والذين تنوع لديهم الاسلوب الفنى الجديد في تناول الجسم الانسانى وعلاقته بأرضية العمل الفنى مع دراسة اسلوب التوزيع والتنظيم للعناصر الذى يوضح علاقة الشکل بالخلفية وتبادل الاهمية بينهما.
ومن هنا يتضح إن الشکل الإنساني قد تناوله الکثير من الفنانين بطرق وأساليب مختلفة ، وان هناک تغيرات کثيرة طرأت عليه من الشکل الأکاديمي حتى التعبير التجريدي ، کما أثبتت الدراسة ان علاقة شکل الجسم الإنساني بالخلفية من أهم الصيغ التکوينية التى حددت اتجاهات الفن الحديث.