توجد عوامل أساسية تؤثر في فکر الفنان المصور وأسلوبه الإبداعي منها الظروف السياسية والمناخية والإقتصادية والإجتماعية والمادية والنفسية وکل هذه الظروف تشکل شخصية الفنان الإبداعية وتبلور اسلوبه الفني ، واختلفت هذه الظروف من مکان لآخر ومن شعب لآخر فکان من نتاج هذه الظروف الشخصية الفنية وسوف يتناول البحث أهم هذه الظروف التي أثرت على فن التصوير في أوروبا وأمريکا الشمالية في القرنين التاسع عشر والعشرين ، ومنها الحياة السياسية التي تطورت فيها الرأسمالية والمدنية والحروب الوحشية وفقدان قوة التقاليد الدينية والمعايير الأخلاقية وانتشار الحرکات الإجتماعية وظهور مؤسسات تمثل الديمقراطية وأيضا الحروب العالمية کما ظهرت دول إشتراکية أدت إلى ظهور الحرب الباردة وسياسة الديکتاتوريات منها الشيوعية والفاشية والنازية وفرانکو في إسبانيا ، فظهرت المدرسة الدادائية وکان رائدها مارسيل دو شامب ( 1887 م - 1968 م ) والسيريالية وکان رائدها سلفادور دالي ( 1904 م – 1989 م ) في أوروبا نتاجا لهذه الظروف السياسية ، أما الظروف في أمريکا الشمالية فحدث بها توسع وإصلاح من بعد ثورة واستعمار واستطان ثم حروب أهلية وإعادة بناء الدول ثم تطورات صناعية وبعد ذلک مرت بفترة الکساد الکبير والحرب العالمية الثانية ونتج عن الأزمة الإقتصادية وصول الأنظمة الديکتاتورية إلى السلطة فانتشر الفکر الشيوعي والاشتراکي بها وخاصة في المکسيک وظهر هذا على فن الجداريات والتي کان من روادها الفنان المکسيکي ديجو ريفييرا ( 1886 م - 1957 م ) .