Subjects
-Abstract
مع تطور السمات المعمارية المتلاحق لعمارة القرن العشرين وما بعده ، وما تضمنته من ظهور العديد من النظريات والأفکار التي أفرزتها الرغبة في إيجاد لغة تواصل جديدة – أکثر جرأة – ما بين النظريات المعمارية التقليدية وتأصيل الموروث من جهه وبين الفکر المتحرر الذي يتبنى الأفکار الثورية الحديثة التي تتمرد على کل ماهو تقليدي لتُخرج لنا عمارة ما بعد الحداثة في صورة معدّلة ومخالفة – أحياناً – لمفاهيمها، فيما أصطلح على تسميته بـ " العمارة المعاصرة " Contemporary Architecture ذات الأنماط المتغيرة وغير الثابتة ، مستفيدين من التقدم التکنولوجي الهائل في أساليب التصميم والتنفيذ، لتحقيق رؤى ومفاهيم معمارية جديدة تتماشى والتطورات المعاصرة في النسيج الإجتماعي للمجتمعات، وما يطرأ عليها من متغيرات ثقافية ، إجتماعية ، أخلاقية ... إلخ ؛ وقد تراوحت تلک الأفکار والمفاهيم الجديدة بين ماهو مقبول من الناحية الشکلية والوظيفية ، وبين ما هو مُثير للجدل في بعض الأحيان..؛ ففي عام 2014م أُثير الجدل حول صورة تم إلتقاطها لمدخل أحد المباني السکنية بجنوب لندن يظهر فيها إستخدام بروزات معدنية مدببة تشبه المسامير مثبتة على أرضية أحد جوانب المدخل لمنع استخدام هذه المساحة کمکان للنوم من قبل المشردين؛ وقد أثارت تلک الصورة العديد من النقاشات الحادة حول المفاهيم الجديدة لتصميم الحيزات العامة وعلاقتها بحقوق الإنسان ، والتي أُطلق عليها " التصميم المعماري العدائي Hostile Architecture "؛ ولکن حقيقة الأمر إن نشأة مصطلح العمارة العدائية ظهر قبل ذلک منذ العام 2008م عندما قام أحد المصممين في برلين – ألمانيا بإثارة الجدل بتصميم عناصر تأثيث أحد الحيزات العامة قابلة للإستخدام فقط بعد دفع قيمه ماليه، الأمر الذي أثار العديد من الإنتقادات حوله في ذلک الوقت؛ فالقضية إذاً قد أُثيرت من قبل ، ولکنها تزايدت في السنين الأخيرة بسبب تزايد الإعتماد على ذلک النوع من التصميمات کوسيلة لتقنين إستخدام الحيزات العامة ضد الإستخدام الخاطئ فيما أطلق عليها فيما بعد بـ " التصميم الدفاعي Defensive Design "؛ إن مصطلح التصميم الدفاعي يُعد مصطلحاً حديثاً نوعاُ، فهو يصف بعض التکوينات الشکلية أوالوظيفيه التي تُضاف إلى عناصر تصميم الحيزات العامة من أجل إکسابها خصائص جديدة أهمها قابلية عدم الإستخدام Un-usability بأساليب معينة، أو من قِبل مجموعات مستهدفة من الناس بطريقة تختلف عن تلک المحدده مسبقاً من قِبل المصمم؛ الأمر الذي يجعل من الحد الفاصل بين التصميم بغرض السيطرة الإنضباطية والتأمينية للحيزات العامة والداخلية بما تحويها من عناصر وبين التصميم العدائي الموجّه لفئات بعينها، هو في الواقع حداً متهالکاً ومهترئاً، يسمح بإختلاف نظرة الناس للتصميم وفقاً لرؤيتهم الخاصة وخلفيتهم الإجتماعية والثقافية ، ومدى إلمامهم بظروف الحيز وإحتياجاته.
DOI
10.21608/mjas.2021.210524
Keywords
التصميم الدفاعي, التصميم العدائي, الحيزات العامة, عناصر التأثيث
Authors
MiddleName
-Affiliation
مدرس بقسم الديکور – شعبة العمارة الداخلية – کلية الفنون الجميلة – جامعة المنيا.
Email
-City
-Orcid
-Link
https://majs.journals.ekb.eg/article_210524.html
Detail API
https://majs.journals.ekb.eg/service?article_code=210524
Publication Title
مجلة الفنون والعلوم الانسانية
Publication Link
https://majs.journals.ekb.eg/
MainTitle
مفهوم التصميم الدفاعي وأثره على عناصر تأثيث الحيزات العامة والداخلية