منذ بداية القرن العشرين بدأت الأبحاث الحديثة في مجال الفنون المعاصرة بإکتشاف جوانب مُتعددة تربط الفنون بالعلوم الأخرى کالرياضيات و الخوارزميات و الفيزياء و الميکانيکا و الطب و الطبيعة وغيرها من العلوم بِمختلف إتجاهاتها الإبداعية لغرض فتح نافذة جديدة و ذلک بالکشف عن الجوانب المُتعددة للمفاهيم العلمية التي تُسهم في فتح آفاق معرفية جديدة بالفن. و من خلالِ انخراطِ الفنونِ و العلومِ معاً تَمکن الفنان المُعاصر مِن مُمارسة فنه بطريقة عصرية حديثة کانت بالسابق يصعب إدراکها و تخيلها. و هنا يأتي تسليط الضوء على الطبيعة فمفهومها في العصر الحديث لم يعد يعني تلک المظاهر والعلاقات الخارجية للأشکال، و إنما يعني أنظمة محددة تجري داخل الأشکال، و قوانين تنمو الطبيعة بمقتضاها، تلک القوانين بصورها المُتعددة تتحکم في نمو سائر الکائنات الحية، بل و موجودة في الفضاء الکوني فيما بين النجوم، کما أنها موجودة في أدق الخلايا و جزيئات المادة(١). فالطبيعة غنية بالظواهر و الأنظمة و القوانين المختلفة التي تؤخذ منها نظريات الجمال، فهي تُعد مصدراً خصباً للفنان يستقي منها متى شاء. و هنا ايضاً يأتي دور هندسة الفراکتل “Fractal" في علم الرياضيات بوصف خصائص الاشکال في الطبيعة، فهي تهتم بالتحقق من الخصائص الرياضية لبعض الاشکال و الظواهر الطبيعية و محاولة تفسيرها وفقاً لخصائصها الفراکتلية و لذلک فإن هندسة الفراکتل تربط و بشکل کبير المتعلم لها بالعالم المحيط به، و تعدد أشکالها في الطبيعة من الجانب الفني يُثري تفکير الفنان و يجعل من الرياضيات بيئة للفهم و التفکير و الذان يُساعدان الفنان على تطوير أفکاره.