لقد عرف الإنسان منذ نشأته الأولي في النحت بصفة عامة , کما عرف أيضاً فن النحت الخزفي بالطينات المحروقة بصفة خاصة حيث تنوعت أغراضه واختلفت أحجامه ثم ارتفعت أساليب وطرق معالجته فخرجت من الخطوط الأولي البسيطة إلي الخطوط الهندسية ثم إلي أشکال أخري أکثر تقيدا أو تنظيما ثم تطورت بعد ذلک إلي أن أصبحت تحمل قيما ومعاييراً فنية لا تقل عن أي فن آخر , لأنه عولج معالجة تشکيلية بحته , فلم تعد قيمة القطعة الخزفية تحدد بوظيفتها أو أحکام صنعتها , فقد أصبح ينظر إليها بنظره فنية علي أساس أنها انعکاس لإحساس الفنان . .     وعندما نتأمل التطورات التي مر بها فن النحت الخزفي المعاصر وتتفحص المراحل التاريخية التي استمد منها وجوده , فلا شک في أننا نجد أن جميع المراحل التاريخية التي بصق فيها فن النحت الخزفي يمثل البانوراما الهائلة ذات الحصيلة الضخمة والتراث القيم الذي يضم کنوزا ذات صور وأشکال عديدة تفوق الحصر لکثرتها, کما کانت مصدر لإلهام الکثير من الخزافين المعاصرين , مما أسفر عن إبداع فن خزفي تقدمي مستحدث في أعمال فن النحت الخزفي المعاصر في الوطن العربي ومما لا شک فيه أن فن الخزف العربي قد ظهر منذ زمن بعيد اذا ما قورن بتاريخ الفنون الأخرى في العالم العربي فمن الواضح ان تاريخ هذا الفن وجذوره موغلة منذ القدم حيث يرجع إلي ألاف السنين فالمصريون والعراقيون والسوريون مثلاهم من أوائل القدماء الذين استخدموا الأواني الفخارية والحليات الخزفية.. وغيرها من منتجات الخزف في الوطن العربي .     والمتتبع للحرکة الفنية المعاصرة بوجه عام في المنطقة العربية سوف يستشعر مدي توجه الفنان العربي نحو البيئة يستلهم من تراثها العربي والخوض في دروبها بهدف توظيفها بما يتلائم مع لغته التشکيلية المعاصرة ومما لاشک فيه أن عودة الفنان لبيئته انما ينبع اساسا من ادراکه لدورها واهميتها وايضا لکونها تحمل طاقة هائلة في الفن والابداع والتعبير , ونستطيع القول بان الرؤية الجديدة والمعاصرة في الفن الخزفي العربي ترتبط بخبرة وتجارب عدد من الفنانين الذين تتباين تجاربهم بين استلهام التراث العربي او الاستفادة من تجارب البلدان التي درسوا فيها........     ومن ثم سنقوم بالتعريف علي اساليب الفن من حيث نشاته وتعريفه وصفاته وامکانية تکراره من عدمه ومن ثم سيتضح لنا ان للأسلوب انواع عديدة فمنها ما هو تاريخي أي مرتبط بشعب معين ومنها ما هو مرتبط بجماعة دينية أو ثقافية ومن الاساليب ايضا ما هو مرتبط بطبقة معينة من طبقات المجتمع مثل طبقة رجال الدين.