کثيراً ما عبرت الموسيقى عن ما بداخل الإنسان، ذلک بإعتبارها أشد الفنون تأثيراً في النفس في عالم يضم الإنسان و لا يستطيع الإنسان أن يضمه؛ فهى تعبر عن ما لا يمکن التعبير عنه بالنطق من خلال إتصال المتلقي بجوهرها الفکرى والروحي، وفي تأثيرها الإيجابي. فالموسيقى معمار وتصميم، إنها أقصى درجات التجريد فى الرياضيات، فاللحن صوت والإيقاع زمن، ومن ضبط اللحن بالإيقاع تکون الموسيقى، شعر الکون فى تصميم متناغم، فحواس الإنسان کلها کامنة بالإحساس بالصوت، وعندما ينتقل هذا الصوت إلى الکيان البشرى يذوب فى ذاته خلال طيف اللون متخذاً موجات أطياف لونية متدرجة فى تناغم وإيقاع زمنى تشکل معماراً من الأبنية التحتية والفوقية ومتناغمة فى فراغات ذات أبعاداً لا محدودة ولا متناهية. فالموسيقى أنغام الکون المنتشرة فى موجات لونية أشار إليها أفلاطون وهو بصدد حديثه عن المحاکاه، وحاول نيوتن أن يلخصها فى دائرته ونجح الجرافيکيون المعاصرون فى تشکيلها وتجسيدها. تتلخص مشکلة البحث فى کيفية تأثر الفنانين بالموسيقي وتحويلها إلي أعمال فنية؟ ما هى الإمکانية فى إبراز دور وقيمة الرؤية الإبداعية وعلاقتها بعملية التصميم الجرافيکى الحرکى مع الموسيقى؟ وهل هناک استخدامات لتقنيات حديثة يمکن تطبيقها للحصول على تصميمات جرافيکية رقمية فنية تثير الحث الإبداعى لدى المصمم؟ وما مدى قابلية تطبيق البرامج الجرافيکية الحديثة مع برامج الموسيقى لإبداع رؤى مستحدثة فى الأعمال المصحوبة بالموسيقى؟ وترجع أهمية البحث لوجود تداخل الموسيقي مع الفن والتطور التکنولوجيا واستغلال الفنانين لأدوات التکنولوجيا الحديثة والذي أدى لإنتاج أعمال فنية وتصميمات جرافيکية والواقع الإفتراضي في العصر الحديث، مکنت المصممين والفنانين من ابداع أعمال تواکب الفن المعاصر. ويهدف البحث إلي شرح دور الموسيقي وتداخلها مع الفنون، وعلاقة الموسيقي بالفن والتصميم إلي جانب الصوت واللون ومدي اسهاماته في هذا المجال، مع عرض النماذج ودراسة تحليلية لها، وأعمال الفنانين التي يتداخل فيها الفن مع الموسيقي، کما يوضح البحث دور التکنولوجيا الحديثة واستخدام الموسيقي في الأعمال الفنية وتأثيرها علي إنتاج أعمال فنية تفاعلية من خلال التجارب الافتراضية التي تمت من قبل فنانين ومصممين جرافيکيين. ويتبع البحث المنهج التاريخي والوصفي،  ثم عرض النتائج والتوصيات التي توصل إليها البحث.