لم يعد مفهوم التدريب مفهوماً تقليدياً يقتصر على تنظيم الدورات التدريبية التقليدية ومنح شهادات حضور واجتياز التدريب، بل أصبح خياراً إستراتيجياً في منظومة تهدف إلي استثمار وتنمية الموارد البشرية لديها، فإن التدريب لم يعد مجرد اجتماعات تقليدية، فمن نتائج الثور الصناعية في القرن الماضي, والانتقال من المجتمع الزراعي إلي مجتمع صناعي, وما تبعه من التحول من مجتمع صناعي إلي مجتمع معلوماتي معرفي, ومن التکنولوجيا التقليدية إلي التکنولوجيا عالية الجودة, أدت هذه المراحل إلي ظهور عمليات إدارية کنتيجة لهذه التغيرات مما أدي إلي ظهور طبقة جديدة في الإدارة وهي طبقة المديرين، وبنهاية القرن العشرين أفرزت ثورة المعلومات ثورة إدارية اتجهت نحو تغيير الأسلوب والمنهج التقليدي في إدارة المنظمات، تعتمد بشکل أساسي على العنصر البشري وتنميته وتطويره بصفة مستمرة، وتبعاً لذلک تطورت النظرة من الفرد المدير إلى المدير القائد، وأخيراً المدير ذي القدرة والکفاءة العالية في التأثير على عناصر البيئة التي يتعامل معها، وتحولت القيادة الإدارية إلى القيادة الإستراتيجية.
وکون العصر الحالي عصر المعرفة وثورة المعلومات، أدرکنا أهمية النظر بعمق وترکيز لمحاولة تحديد وضع التعليم من تحديات العصر المفروضة علينا قسراً أو طواعية, لذا أصبح التعليم يتطلب فهماً أصيلا ومتأصلا لغايات ووسائل التربية, وإحداث تطوير شامل لکل مکونات النظام التعليمي من حيث الخطط والإدارة والتمويل والمناهج والقائمون عليه