شهدت السنوات الأخيرة تزايداً في الاهتمام بقضية جودة مياه الشرب، والتي تعني توفير المياه المقبولة في مظهرها وطعمها ورائحتها، والآمنة صحياً من خلال توفر العناصر الأساسية المطلوبة وفق المواصفات القياسية لنوعية المياه. وظهرت محطات التنقية الأهلية خلال العقدين الأخيرين بمركز شبين الكوم كأحد المصادر المستحدثة لإنتاج مياه شرب معالجة. وتتضمن الدراسة أربعة مباحث، تهدف من خلالها إلى إنتاج خـــــــريطة لمـــــواقع محطات التنقية الأهلية، والكشف عن أبعاد توزيعها واتجاهاته، والدوافع المحلية للطلب عليها، بالإضافة إلى تحليل مــــؤثرات البيئة الداخلية والخارجية للمحطات، وتقييم نوعية المياه المعالجة من خلالها ومـــــدى مطابقتها للمعايير القياسية لجودة مياه الشرب، ثم توصيف المشكلات المرتبطة بها والناتجة عنها. وخلصت الدراسة إلى وجود زيادة مطردة في أعداد محطات التنقية الأهلية، وسيادة نمط توزيعها المتقارب بصفة عامة. ووفقاً لتحليل الخصائص الطبيعية والكيميائية والبكتيريولوجية لمياه المحطات، جاءت نتائج معظم العناصر ضمن الحدود المصرح بها، ما عدا ارتفاع طفيف في تركيز الكلور الحر وعنصر الحديد في بعض العينات، فضلاً عن انخفاض تركيز الأملاح الكلية الذائبة في مياه العديد من المحطات بشكل واضح؛ مما قد يجعل استهلاكها بصورة منتظمة خطراً على الصحة العامة. ولم تُظهر النتائج تبايناً كبيراً في الخصائص الطبيعية والكيميائية للمياه بمحطات التنقية الواقعة داخل نسيج الكتل السكنية ونظيرتها الواقعة في هوامشها، كذلك وفقاً لحالة الاتصال بشبكات الصرف الصحي. كما جـــــــاءت عينات جميع المحطات مطابقة للمواصفات البكتيريولوجية، فلم يظهر بأي منها تلوث طحلبي أو بكتيري، ما عدا محطتين. وقد أوصت الدراسة بضرورة التنسيق بين الجهات الرسمية المعنية لحصر وتقييم مواقع محطات التنقية الأهلية، وتقنين أوضاعها، بالإضافة إلى إخضاعها للرقابة، ومراجعة إجراءات السلامة البيئية للمعدات وأعمال المعالجة من خلال الفحص الدوري لعينات المياه بالمحطات.