تعتبر المدينة المنورة ثاني أهم مدينة للعالم الإسلامي حيث تضم مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وقبره الشريف. يفد في كل عام ما يقارب مليوني مسلم من أنحاء العالم لأداء فريضة الحج ويقوم أعداد كبيرة منهم بزيارة المسجد النبوي ويحرصون على أن تكون إقامتهم قريبة من المسجد النبوي حتى يتمكنوا من أداء صلواتهم فيه الأمر الذي يؤدي إلى شيء من التكدس البشري في المنطقة المحيطة بالمسجد النبوي والتي بالإضافة إلى دورها الديني تؤدي دور المركز التجاري والإداري للمدينة المنورة.
تعد شبكة الطرق والشوارع في المدينة المسؤول الأول عن تغذية كل الأجزاء المكونة لها فهي تشبه شرايين الجسم إلى حد بعيدً (على زين العابدين، 1421هـ/2000م، ص35). وتمثل شبكة الطرق في أي إقليم أو منطقة درجة التقدم البشري حتى فيما لو كانت الظروف الطبيعية غير مواتية.
ويعالج البحث التحليل الجغرافي لشبكة الطرق والشوارع. ويهدف البحث في مبحثه الأول دراسة تطور شبكة الطرق والشوارع بالمدينة، ويتناول المبحث الثاني التوزيع الجغرافي للشبكة على مستوى الإحياء والبلديات وعلى مستوي الطرق الإقليمية، ويستعرض المبحث الثالث تصنيف الشبكة حسب وظيفتها والجهات المسؤولة عنها، وحسب خطة المدينة والوظيفة والمستوىوالنوع، ثم التعرف من خلال المبحث الرابع على الخصائص العامة لشبكة الشوارع بالمدينة من حيث الاتساع، وعدد المسارات، والجزر الوسطى، وأماكن الانتظار، والمواقف، والأرصفة، والميادين، والتقاطعات، والإشارات الضوئية وصولًا إلى الخصائص الطبوغرافية للشوارع وأهم نتائجها، من جسور، وأنفاق، والسرعات على الشوارع. وأخيراً ينتهي البحث بخاتمة يرصد الباحث بعض النتائج والتوصيات التي يأمل من خلالها في مساعدة الجهات ذات العلاقة في تجهيز شبكة طرق المدينة لخدمة أغراض التنمية المستدامة والسياحة الدينية في إطار مبادرة أنسنه المدن في ضمن رؤية المملكة 2030.