مستحلص: تناولت الدراسة الصراع الأهلي في إقليم دارفور خلال الفترة ما بين 1932-2021م، وهدفت إلى معرفة أهم أسبابه، والوقوف على التدعيات المحلية والقومية التي ترتبت عليه، ومدى فاعلية الآليات والتدابير التي ظلت تستخدم في معالجته. ولتحقيق أهداف الدراسة استخدم الباحث المنهج الوصفي والتاريخي، والإقليمي. وللحصول على البيانات إعتمد الباحث على الملاحظه والمقابلات الشخصية، وتقارير المؤسسات والمعلومات المدونة. توصل الباحث إلى العديد من النتائج والتوصيات أهمها: لعب العامل البيئي المتمثل في تراجع معدلات الأمطار، وموجات الجفاف، ونقص القدرة البيولوجية للأرض دوراً مهماً في خلق العديد من الصراعات الأهلية والزيادة من حدتها. الزيادة الکبيرة في عدد سکان الإقليم خلال الفترة بين 1956-2008م (564%) وتقليدية الإنتاج من أهم أسباب التنافس حول الموارد، وتعقيد العلاقات الاجتماعية بين سکان الإقليم. نتيجة لإهمال المشکلات المثيرة للصراع الأهلي بالإقليم وتبني حلول إسعافية لها؛ تَعَقْدَ الوضع وخرج عن سيطرة الدولة، وأصبح مبرراً للتدخل الدولي، مما أضعف سيادة الدولة على الإقليم. ومن التوصيات: على السلطات الحکومية توفير الأمن والحماية لکافة المواطنين بصورة متوازنة حتى لا تضعف العلاقة بين الدولة والمواطن فتحل القبيلة محلها، و ينْهَدِم أهم أرکان الدولة. على الدولة تدعيم الوشائج الإثنوغرافية وزرع الثقة بين سکان الإقليم من خلال البرامج الوطنية والتربوية والعقدية منعاً للانقسام المجتمعي وحفاظاً على لُحْمَة الوطن. على جميع أفراد المجتمع إعمار مبدأ حسن الجوار والاحترام المتبادل، وإحکام سيادة القانون لأي خلافات يمکن أن تنشأ وسط المجتمع.