يهدف هذا البحث إلى بيان دور الاجتهاد المقاصدي في معالجة مستجدات، ونوازل القضايا الفقهية المتعلقة بالعبادات، بجعل المقاصد الشرعية وسيلة للاجتهاد ؛ لمعرفة أحكام المستجدات والنوازل التي لم ينص على حكمها، أو يجمع عليها، ولما كانت نصوص الوحي ثابتة محصورة والوقائع، والحوادث متجددة ومتوالية ؛ فكان لابد من الحاجة إلى الاجتهاد. وتعد مقاصد الشريعة من أهم ما يسدد عملية الاجتهاد في البحث عن الأحكام، فهي إحدى الركائز التي يستند إليها المجتهدون في معرفة أحكام المستجدات، والنوازل، وهي خير أداة لتوسيع مجال الاجتهاد القادر على  استنباط  الحلول، للوقائع المتجددة، والمسائل النازلة، مما يبرز حيوية الشريعة وصلاحيتها للتطبيق، والعمل بها في كل زمان ومكان، ومواكبة حركة التطور، والنمو، والتغيير في كافة المجالات. وقد اشتمل هذا البحث على: مبحثين تسبقهما مقدمة، و تمهيد، و تقفوها خاتمة، أما المقدمة فاشتملت على: الحمد لله والثناء عليه عز وجل، والصلاة على نبينا الكريم، وأهمية الموضوع، وخطة البحث، والمنهج المتبع فيه. و التمهيد: في  تعريف مقاصد الشريعة، و أما المبحث الأول: في الاجتهاد المقاصدي و قد تناولت فيه: تعريف الاجتهاد المقاصدي، مجالاته،، وضوابطه، وشروطه، وأهميته، ثم مراحل الاجتهاد المقاصدي في تنزيل الأحكام، وأما المبحث الثاني: فيتضمن أثر الاجتهاد المقاصدي في الفروع الفقهية المعاصرة المتعلقة بالعبادات، ثم كانت خاتمة البحث رصدت فيها أهم النتائج، وكان من أهم النتائج ضرورة اهتمام العلماء والباحثين بموضوع الاجتهاد المقاصدي في العصر الحاضر، لإدراك الأحكام في كل المستجدات والنوازل  التي لم يرد فيها نص قاطع، وـمراعاة الاجتهاد المقاصدي وفهم الواقع الذي يتنزل عليه الحكم الشرعي، واعتبار مآل الاجتهاد، والتنزيل، دور الاجتهاد المقاصدي في معالجة حوادث، ومستجدات العصر.