لقد نالت (علوم القرآن) حظوة عند العلماء، ولقيت خدمة جليلة لكونها تخدم كتاب الله، ولعل من أكثرها فائدة، وأعظمها نفعاً أسباب النزول؛ لأنها تشتمل على فوائد جمة، منها: "معرفة وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم، ومنها: تخصيص الحكم به عند من يرى أن العبرة بخصوص السبب، ومنها: الوقوف على المعنى، فبيان معرفة سبب النزول طريق قوي في فهم معاني الكتاب العزيز، ومنها دفع توهم الحصر، ومنها إزالة الإشكال، ولأن سياق الآيات هو معيار قوي لتقوية سبب النزول ،أو تضعيفه، والذي يؤدي بدوره إلى ضعف المعنى، واختلال النظم القرآني، أو سلامته، فقد جاء بحثي بعنوان(قرينة السياق وأثرها في تقوية سبب النزول أو تضعيفه) وقد تناولت فيه المحاور الآتية:تعريف السياق القرآني، والفرق بينه، وبين النظم، وأركانه ،وأنواعه (أقسامه)،وسماته، أهمية دلالة السياق القرآني في التفسير، أسباب الاعتماد على دلالة السياق القرآني، تعريف سبب النزول، وصيغه، أثر دلالة السياق في تضعيف سبب النزول أو تقويته، وترجيحه على غيره، وختمت البحث بالتوصية بضرورة دراسة السياق القرآني دراسة عميقة، وربطه بمباحث علوم القرآن الأخرى كأسباب النزول، وقواعد الترجيح، والقراءات، والإسرائيليات، وغيرها.