يهدف البحث إلى إبراز نموذجٍ للمنهج القرآني الفريد في تربية النفس الإنسانية، من خلال تفسير  «سورة الحديد»، والتي اشتملت على العديد من الموضوعات التي من شأنها أن تربي النفس الإنسانية تربيةً متكاملةً على أساسٍ من العقيدة الصحيحة والتشريع الحكيم،  فقد افتتحت السورة الكريمة بالتعريف بصفات الله -تعالى-، وبيان بعض مظاهر قدرته -U-، ثم دعت إلى الإيمان بالله ورسولهr، والإنفاق في سبيل الله، ثم عرضت بعض مشاهد يوم القيامة، ورغّبت في الرجوع إلى الله -تعالى-، وخشوع القلب لأوامره، وبينت جزاء المؤمنين والمُصَّدِّقين، كما بيّنت حقيقة الحياة الدنيا، ودعت للمسابقة إلى مغفرة الله وجنته، ونهت المؤمن عن الحزن على ما فات، أو الفرح بما في يديه، لأن كل شيء قد سبقت كتابته عند الله، ونبذت البخل وأصحابه، ثم بينت بعض الحِكَم من إرسال الرسل، وأن منها إقامة القسط بين الناس، وخُتِمت السورة بتحفيز المؤمن على تقوى الله -عزّ وجل- لنيل الأجر المضاعف منه -سبحانه- والحصول على النور  والهدى الذي يميز به بين الحق والباطل، وتحصيل المغفرة، وابتغاء الأجر من الله -تعالى- وحده، ذلك أن الله ذو الفضل العظيم. كل ذلك بأسلوب حكيم بليغ... يُقنع العقل، ويثير العاطفة، ويأسر القلب، ويخاطب الوجدان، ويوقظ الضمير، ويربي النفس، ويهذب الروح، فلا تملك النفس الإنسانية أمام بيانه الرائع إلا أن تعود إلى رشدها، وترجع إلى خالقها الذي يعلم خباياها وأسرارها، فتَمْتَثِل لشرعه، وتطمئن لما عنده، وترضى بحكمه، وتقنع بعطائه، فتنال سعادة الدنيا والآخرة.