بدأت الباحثة بالحديث عن أنس الوجود باعتبارها معلمًا من معالم مصر التاريخية، ووضحت کيف اهتم بها شاعران من أهم رموز الشعر في العصر الحديث، وهما شوقي زعيم مدرسة المحافظين، والعقاد زعيم مدرسة الديوان، من خلال الموازنة بين قصيدتين لهما في نفس الغرض وهو وصف أنس الوجود، وسلطت الباحثة الضوء على مناسبة النص عند کلٍ منهما، فکان عند شوقي تلبية لزيارة الرئيس الأمريکي روزفلت إلى مصر، وعند العقاد خلاصة تأملات في الآثار الأسوانية، وتناولت الباحثة المعاني المشترکة بينهما ، مثل الحديث عن غرق أنس الوجود ، ومکانتها التاريخية، ووصف الأبنية والنقوش والتماثيل، وانفرد شوقي بخطاب الرئيس الأمريکي، والفخر بنفسه ، والحديث عن مقتل حورس ظلماً، کما انفرد العقاد بوصف ساکني البلاد، والحديث عن ما نال أنس الوجود من أذى العابثين عبر العصور، وطول عبادة الناس لإيزيس وأوزيريس، وقامت الباحثة بالدراسة الفنية التي تناولت الألفاظ والعبارات، والصور الفنية، والوحدة الفنية، والموسيقى الخارجية والداخلية. وانطبعت قصيدة شوقي بالطابع المحافظ الذي يعتمد على الاستعانة بالتراث، في حين اعتمد العقاد على استمداد معانيه من البيئة المحيطة به، وانطبع شعر العقاد بالطابع الذاتي.