في هذه الدراسة يعرض الباحث علاقة الأب بالابن في الفكرين الإسلامي واليهودي متخذا من نص أدبي تطبيقا ودليلا على هذه العلاقة، حيث أوضحت الدراسة أهمية الأب في المجتمعات البشرية بشكل عام وفي الفكر الديني بشكل خاص من خلال ما يجب على الأب، وما يجب على الابن ، فقدّم الفكر الإسلامي علاقة الأب بالابن صغيرا إجمالا في التربية دون تفصيل أو حث على التنشئة، لأن الآباء مجبولون على حب الأبناء بالفطرة، لتشمل الرعاية والحماية والتنشئة والتعليم، وبعد تلك المرحلة يأتي دور العظة والنصح (افعل ولا تفعل) ليصبح الابن صالحا في مجتمعه متهيئا أن يكون أبا، واستند الفكر الإسلامي على النص القرآني كمجمل للعلاقة من خلال  "التربية" دون أَمْرٍ بتلك التربية، ثم جاء نهي واحد في القرآن الكريم للآباء وهو "عدم قتل الأبناء "، وعندما جاء دور الابن كان الواجب عليه أن يعامل الاب وكذلك الأم بالإحسان  وخفض الجناح، ثم تعرضت الدراسة إلى  واجبات الابن على الأب طبقا لما ورد في نص التناخ وما قام به مفسرو التناخ، حيث فرضت الشريعة اليهودية واجبات على الأب بداية من ميلاده نهاية بتزويجه، كما أوضحت الدراسة تلك الواجبات إلى جانب المحاكاة والتأثير من خلال نموذج أدبي متمثلا في كتاب "طبق فضة " للربي يهوسف حنان ها أذوبي، الذي كان بمثابة  الأوامر والنواهي من الأب للابن بفقرات متصلة في بعض الأحيان ومنفصلة في أخرى، اتصل بعضها ببعض لوحدة الغرض واختلف البعض الآخر لتكون الأوامر منثورة، وخـلُصَت  الدراسة إلى شمولية الفكر الإسلامي عن الفكر اليهودي في العلاقة بين الأب والابن، وذلك بالرغم من إجمال القرآن الكريم وتفصيل التناخ لهذه العلاقة.