تکتسي رموز الإيموجي التعبيرية اليوم أهمية بالغة عند مرتادي الإنترنت في إقامة تواصل اجتماعي ناجع ومنفتح وممتع. کما أن انتشارها اليوم يثير عدة أسئلة رئيسية حول کيفية تواصلنا الآن، والأهم من ذلک والأکثر دلالة هو، لماذا نُقبل على هذا النوع من التواصل وبشکل يومي؟ وکيف لهذه الرموز أن تجسّد المواقف والانفعالات والأحاسيس السلبية والإيجابية والمحايدة وسائر اهتمامات الناس؟ وبمعنى آخر، وبلغة اللسانيين کيف لهذه الرموز البصرية أن تشکّل مداخل معجمية بصرية قادرة على إنتاج دلالات متعددة داخل سياقات مختلفة؟
        تهدف هذه الدراسة إلى تحليل رموز الإيموجي التعبيرية باستخدام النظرية الدلالية في شقها المعجمي، انطلاقا من تحديد الخصائص الدلالية والسمات متعددة الوسائط لهذه العلامات البصرية کما هي مستخدمة في الشکل المکتوب. وباستخدام النظرية التداولية في ترکيزها على وظائف هذه الرموز بوصفها أفعالا قادرة على إحداث تأثيرات بالغة الأهمية على المتلقي في سياقات مختلفة، والنظر في الطريقة التي تنتج بها هذه الرموز التعبيرية معانيها- داخل النص المکتوب– باعتبارها شکلا جديدًا من أشکال الکتابة البصرية الرامية إلى تحقيق أغراض تواصلية، من خلال قدرتها اللسانية. کما تقدم هذه الدراسة نظرة عامة على وظائف رموز الإيموجي التعبيرية في التواصل الکتابي اليومي، واستثمارها لتکملة النص أو لاستبداله.