يسعى هذا البحث إلى جمع ما استدرکه ابن إياز من مسائل خلافيَّة في کتابه المسمى بالإسعاف على کتاب الإنصاف لابن الأنباريّ ممَّا حوته بطون الکتب والمؤلفات، تلک التي عُنيت بفکر إياز النحويّ والتصريفيّ على وجه العموم، وهذه المسائل على وجه الخصوص، وعرضها، ومناقشتها مناقشة علميَّة.
قد دفعني إلى دراسة هذا الموضوع: مکانة ابن إياز ومنزلته العلميَّة عند علماء النّحو والتصريف، والمنهج الذي أخذ به نفسه في المسائل التي استدرکها، والذي کان من أدواته: الشرح، والبسط، والاستقراء، والاستقصاء، والحصر، والتوضيح، والبيان، والبحث... وأنَّها في الوقت نفسه استدراکات على شيخ العربيَّة لزمنه الشيخ ابن الأنباريّ، وعلى کتاب(الإنصاف) هذا المصدر الذي يعد مرتکز المسائل الخلافيَّة في القرن السادس، وحلقة اتصال، وهمزة وصل بين القرون السابقة وما جاء بعده، وأنَّه لا بدَّ من توضيح سبب إعراض ابن الأنباريّ عن ذکرها، وبيان حرص ابن إياز على تناولها، وشغفه بدراستها الأمر الذي بلغ حدَّ التَّصنيف والتَّأليف، وفوق هذا کله أنَّه لا يخفى أنَّ الخلاف النَّحوي والتَّصريفي جزء أصيل من تراث العربيَّة لا يمکن غض الطرف عنه أو التهوين منه بحال من الأحوال؛ ففيه إغناء اللُّغَة بالتراکيب والأساليب التي يفرزها هذا الخلاف، وکذا معرفة الحجج والعلل والأدلة والأصول التي يحاول کل فريق الاعتماد عليها، ونثرها لنصرة مذهبه، وتقوية رأيه، وتبيين وجهة نظره، وإسعاف مؤيده ...
وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَکَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا کَثِيرًا.