تتناول الدراسة الحالية قضية الإرهاب وکيفية التعامل معها في وسيلة من أهم وسائل الإعلام التي تنشر محتواها على نطاق عالمي، ومايستتبع ذلک من تداخل بعض المصطلحات والمفاهيم المتعلقة بالتطرف والعنف والإرهاب، في ظل غياب الرؤى الخاصة لوسائل الإعلام الأخرى، مما يجعل الأمر متروکًا للاجتهادات الشخصية للقائمين على تغطية الأحداث الإرهابية إعلاميًا، کما يتيح الفرصة بشکل کبير لوکالات الأنباء في تشکيل اتجاهات تغطية وسائل الإعلام نحو مفهوم الإرهاب وأنواعه ونشر أخبار العمليات الإرهابية حول العالم، ومعايير تغطية الأعمال الإرهابية وفقا لما توفره وکالات الأنباء من معلومات عبر مواقعها الإلکترونية. استعانت الباحثة في دراستها التحليلية بمنهج المسح الإعلامي في اختيارها للعينة مستخدمة عن طريق إجراء تحليل استقرائي للسياسات التحريرية لوکالات الأنباء فيما تعرضه من مضامين تتعلق بأحداث الإرهاب، وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج تتضمن نتيجة مؤداها: تهتم "الاسوشتيد برس" و"رويترز" بوجود مبادئ راسخة وتعليمات وسياسات واضحة مرشدة لمحرريها، وتنشر سياساتها عبر مواقعها الإلکترونية لتؤکد التزامها بالمهنية في التغطية الإعلامية، مما يضفي عليها شخصية مميزة تتسم بالمصداقية والموضوعية في تناولها لأية قضية أو خبر ومنها ما يتعلق بالإرهاب بصورة أکبر وأوضح من تلک الموجودة على الموقع الإلکتروني لوکالة الأناضول، بينما تمتلک الأخيرة نقطة قوة هي وجود دليل مستقل لتغطيتها لقضايا الإرهاب.