تعد الوفاة ظاهرة متباينة فهي تختلف من بيئة جغرافية إلى أخرى، وتمثل انعکاساً للمراضة في البيئات المختلفة, ولحدوثها أسباب عدة؛ بعضها داخلية مرتبطة بالأمراض وأخرى خارجية مرتبطة بالإصابات والحوادث بکافة أشکالها, وهي تختلف من فئة عمرية إلى أخرى, ولا يمکن اقتصار دراسة أسباب الوفاة على الجانب الطبي فقط, وإنما يتعدى ذلک إلى ربط المرض بالوفاة وأبعادها الجغرافية والبيئية, والزمانية, وتنبع أهمية هذه الدراسة من أن معرفة أسباب الوفاة, وقياس کيفية تأثرها بالأمراض والإصابات في المحافظة يعد من أهم وسائل تقييم مدى فعالية النظام الصحي وتقويمه وتنميته, وفي ضوء ذلک تهدف الدراسة إلى تحديد الأسباب المؤدية للوفاة في محافظة أسيوط؛ کمحاولة لوضع برامج صحية؛ لتغطية احتياجات الجهات الصحية من أجل التنمية والتطوير في ضوء خريطة الوفيات, وتحديد محور ترکيز إجراءاتها في مجال جغرافية الصحة العامة في المحافظة.
وقد اعتمدت الدراسة على المنهج التاريخي والتحليلي لتتبع وتوضيح العلاقات الارتباطية, ووفقاً لهذه المنهجية ولتحقيق هذه الأهداف انصبت محاور الدراسة حول واقع الوفيات في المحافظة کظاهرة عامة وفي إطار عام للجمهورية, ودراسة التباينات المکانية والزمنية للوفيات والتغير في خريطتها وسلاسلها الزمنية, وتطرقت الدراسة لتحليل للأمراض ونسب انتشارها ومعدلات الإصابة بها, ومعامل توطنها, ودرجة ترکزها, والهررکية النسبية لها, کما قدمت الدراسة تحليلاً لواقع الوفيات والتباين المکاني للترکيب العمري للوفيات, وتباين الترکيب العمري للوفاة حسب أسبابها, وانتهت الدراسة بتحليل التباين المکاني لمعدلات الوفيات, ووفقاً لذلک تمکن الدراسة المسئولين والباحثين من فهم العوامل الجغرافية والبيئية التي تکمن وراء انتشار الأمراض وأسباب الوفاة وترکزها وتوطنها بالمناطق المختلفة, وتوجيه المستشفيات التي تقع في نطاق المناطق شديدة التأزم بالأمراض المختلفة أن تستعد وتوفر الإمکانات البشرية والمادية لمجابهة هذه الأمراض کمحاولة للتقليل من خطر الوفاة بالأمراض المختلفة.