منذُ بداية التفکير فى إنشاء ممر مائي (ترعة) لتوصيل البحر الأحمر بالبحر المتوسط، کانت مأساة حقيقة للشعب المصرى ؛ لأنه على مر التاريخ کان وحده الضحية، حيث شارک فى أعمال الحفر عن طريق نظام السخرة ما يقرب من مليون ونصف مواطن إستمر عشر سنوات، تتراوح أعمارهم ما بين 16 إلى 40 سنة، فکان العدد ثلاثة ألاف، ثم عشرة ألاف، ثم ثلاثين ألف، إلى أن وصل العدد 60 ألف عامل کل شهر، وفقد الشعب المصرى 120 ألف فلاح مصرى ماتوا أثناء الحفر، بسبب انتشار الأمراض (ضربة الشمس، التيفود، الکوليرا، الطاعون)، ليسجل هذا الرقم أبشع أنواع السخرة فى التاريخ، ليکون دليل واضح وصريح على حضارة وتقدم الغرب، الذي أکد أن المشروعات الکبرى فى الشرق لا تتم إلا بنظام السخرة !.