يخلص الباحث إلى أن الشعراء في العصر العباسي قد اهتموا کثيراً بالتشبيه، وأنهم کانوا يضفون عليه من خيالهم وأفکارهم من الجدة ما يظهر ملکاتهم الابداعية وقدرتهم على تأليف الصورة وذلک من خلال الکشف عن العلاقات الجديدة الکامنة بين المتشابهات، وکذلک التجديد في الصور المعروفة والمألوفة التي من خلالها استطاعوا أن يحشدوا الألوان فيها، بطريقة توحي بأنهم قد عايشوا أفکارهم دون مشاعرهم، حتى تفوقوا في ذلک على مهارة الرسامين، الذين يبدعون في توظيف ألوانهم في تصويراتهم؛ وذلک لما فيها من دلالة وقدرة على التعبير عن المشاعر، سواء من خلال الصور الجزئية البسيطة أو من خلال الصور المرکبة التي تقوم على أساس عناصر کثيرة مرتبطة مع بعضها البعض وتشکل جمالاً فنياً في صياغة أفکار تعبر عن المشاعر، وتوصل الباحث أيضاً إلى أنه قد اعتمد الشاعر العباسي على  عنصر الحرکة کعنصر من عناصر بناء الصورة الفنية وذلک لما يتميز فيه من موهبة إبداعية عالية تعتمد على دقة الملاحظة والقدرة على التعبير، ويخلص الباحث إلى أنه قد  استطاع شعراء هذا العصر أن يجمعوا بين المتشابهات ويوظفوا عنصر الشکل عند تکوين الصورة البيانية في أعمالهم الإبداعية؛ فجاءوا بتشبيهات خاصة عُرفوا بها عن غيرهم من الشعراء ارتکزوا فيها على توظيف الشکل ليستخرجوا من خلاله أشکالاً عبروا عنها بألفاظ تحمل دلالات تجمع بين الوضوح والإيحاء، وتعبر عن وجه الشبه بين متشابهين بطريقة رائعة اتسمت بالجودة والجمال، وتدل على شاعرية مرهفة بارعة في رسم الصورة بالکلمات.