هدفت الدراسة الحالية الى الكشف عن مستوى كلاً من الاجهاد الأكاديمي، الكمالية العصابية، الميل للانتحار لدى عينة من طالبات الدراسات العليا بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، والكشف عن العلاقة بين الاجهاد الأكاديمي والميل للانتحار، بالإضافة إلى العلاقة بين الكمالية العصابية والميل للانتحار لدى عينة الدراسة، وكذلك الفروق في كلٍ من الاجهاد الأكاديمي، الكمالية العصابية، الميل للانتحار تبعاً لمتغيرات (الحالة الاجتماعية، والتخصص الدراسي والمستوى الاقتصادي) لدى العينة التي تكوَّنت من (103) طالبةً من طالبات الدراسات العليا بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، وقد استخدمت الباحثة مقياس "الإجهاد الأكاديمي" من إعداد عادل جبريل وداليا بدوي (2015)، ومقياس "الكمالية العصابية" من إعداد سميرة شند (2017)، ومقايس "التفكير الانتحاري" من إعداد البحيري (2013). وأسفرت الدراسة عن عدَّة نتائج من أهمها: يوجد مستوى انتشار متوسط لكل من الاجهاد الأكاديمي، والكمالية العصابية ومستوى انتشار ضعيف للميل الانتحاري لدى عينة الدراسة، كما أظهرت النتائج وجود علاقة ارتباطيَّة موجبة ذات دلالة إحصائيَّة عند مُستوى دلالة (0.01) بين درجة الاجهاد الأكاديمي، ودرجات الميل الانتحاري بأبعاده، وكذلك وجود علاقة ارتباطيَّة موجبة ذات دلالة إحصائيَّة عند مُستوى دلالة (0.01) بين درجات الكمالية العصابية بأبعادها ومتوسط درجات الميل الانتحاري بأبعاده، بالإضافة إلى عدم وجود فروق ذات دلالة احصائية لدى عينة الدراسة تعزى لمتغير الحالة الاجتماعية، والتخصص الدراسي، في كل من الاجهاد الأكاديمي، والكمالية العصابية، والميول الانتحارية، بينما أظهرت وجود فروق ذات دلالة احصائية تعزى لمتغير المستوى الاقتصادي في كل من الاجهاد الأكاديمي، والكمالية العصابية، والميول الانتحارية.
وخرجت الدراسة بتوصيات أهمها انشاء مراكز للدعم النفسي والاجتماعي ووحدات ارشادية داخل الجامعات لتقديم الحماية والمساندة للطالبات، اضافةً الى توعية أساتذة الجامعات بضرورة تفهم احتياجات طالبات الدراسات العليا ومشاكلهم الاجتماعية والنفسية.