عقب إبرام ترکيا والعراق الاتفاق العسکري بينهما في يناير 1955م، رفضت مصر هذا الاتفاق، وعليه بزغ صراع مصري – عراقي، وحاولت کلا من الدولتين استقطاب الدول العربية الأخرى، وعلى رأسها الأردن، التي ابدت موافقة غير معلنه على الانضمام إلى حلف بغداد، ولکن خوفها من الشارع السياسي الأردني جعلها تأجل الانضمام إليه، ولضم الأردن إلى الحلف أرسلت ترکيا جلال بايار رئيس الجمهورية الترکية إلى الأردن، إلا أن هذه الزيارة واجهت بمظاهرات عنيفة، مما أثر بالسلب على العلاقات الأردنية الترکية، وفي مرحلة لاحقة أرسلت بريطانيا الجنرال تمبلر رئيس هيئة الأرکان العامة للجيوش البريطانية بتوجيه من أنقرة، وقد لقيت زيارته للأردن معارضة قوية جدا عصفت بالحکومة الأردنية نتيجة لاستقالت الوزراء الفلسطينيين، مما جعل الملک حسين يظهر على رأس الحرکة الوطنية الأردنية ويعارض انضمام بلاده للحلف، وقد توج هذا العمل بطرده للجنرال جلوب رئيس أرکان الجيش الأردني في مارس 1956م. شکلت مشاريع الدفاع الغربية في الشرق الأوسط أحد الوسائل الرئيسة للغرب للسيطرة على المنطقة، وکان أهم تلک المشاريع حلف بغداد، والذي بدأ بالتحالف الترکي الباکستاني في أبريل 1954 ، والذي اعتبره البعض مقدمة لحلف بغداد ثم تلاه التحالف الترکي العراقي النهائي في فبراير 1955 الذى انضمت إليه بريطانيا والباکستان وإيران في نفس العام ، وعلى اثره انقسم العرب إلى معسکرين إحداهما بقيادة العراق يؤيد الارتباط بالغرب في إطار الأحلاف ، والأخر بقيادة مصر وسوريا والسعودية يفضل العمل من خلال الجامعة العربية وتفعيل اتفاقية الضمان الجماعي