تهدف الدراسة إلى القاء الضوء على حق النقد والتعبير کأحد الحقوق المشروعة التي حث عليها الشرع الحنيف ، وهل التزمت الدولة الأيوبية بمنح هذا الحق للرعية أم لا ؟
وبينت الدراسة في نقاط عديدة منح السلطات الأيوبية للرعية حق النصح والتعبير وأحيانا النقد اللاذع للسلاطين والأمراء دون تخويف أو إکراه ، والأثر الإيجابي الذي عم البلاد الأيوبية جراء تطبيق هذا الحق ، والسلبيات التي حدثت بسبب الإستبداد بالرأي .
تعتبر قضية حرية النقد والتعبير من الموضوعات المهمة التي تشغل ضمير العالم المعاصر ؛ لکنها لاتشغل بال الباحثين في العصور القديمة لاسيما العصور الإسلامية المتعاقبة ، وذلک لعدم وفرة المعلومات المباشرة التي تتناول هذه القضية في المصادرة المعاصرة ؛ رغم أن الحکام المسلمين کانوا حريصين على إعطاء رعاياهم الحق في التعبير والنصح والتوجيه والنقد اللاذع إذا استدعى الأمر ذلک .
وتأتي هذه الدراسة في إطار البحث عن أوضاع حرية الرأي والنقد والتعبير في تلک الحقبة ، ومدى التزام الدولة الأيوبية في تطبيق المبادئ الإسلامية الخاصة بحرية الرأي ، وهل شکل الاهتمام بمنح الرعية حق حرية النقد والتعبير السمة الغالبة في تلک الحقبة فأصبحت بذلک امتداد للمراحل الأولى للدولة الإسلامية ؟؟ أم أن تلک الحقوق کانت منقوصة وأصبح هناک فجوة کبيرة بين المبادئ والتطبيق ؟؟