إن دراسة تاريخ العلوم ومنها علوم القرآن من الاتجاهات الحديثة التي لا تزال تحتاج إلى الکثير من البحث والدراسة ولعل قلة الإقبال من الباحتين على دراسة تاريخ العلوم عامة هي عدم وفرة المعلومات عنها بصورة کبيرة، حيث تقتصر على المعلومات الواردة في کتب التراجم أو تلميحات في کتب الحوليات التاريخية حيث انحصرت معظم الکتابات التاريخية قديما على النواحي السياسية للحکام ، وقد تطورت علوم القرآن الکريم کباقي العلوم بصفته علم يهتم بالقراءة الصحيحة للقرآن الکريم ، وانتشر العلماء في ربوع مصر وهذا ما شجع العلماء والطلاب على القدوم إلى مصر لطلب العلم، فأقبل الشاميون الأندلسيون والمغاربة.
إن دراسة تاريخ العلوم عموما من الاتجاهات العلمية الحديثة التي توجه اليها بعض الباحثين لابرازها ومن هذه العلوم علوم القرآن الکريم. ولعل صعوبة دراستها عدم وفرة المعلومات عنها بصورة کبيرة بل هي عبارة عن کلمات بسيطة بداخل تراجم العلماء . يتناول هذا البحث معني علوم القرآن الکريم ومراحل تطور علمي القراءات والتفسير وأول من ألف فيهما ثم اسهامات علماء القرآن الکريم في مجال التأليف في علوم القرآن الکريم موضحا مؤلفاتهم سواء کانت مطبوعة أو مخطوطة محاولاً قدر الامکان بيان الطبعات وأماکن المخطوطات إن أمکن.