ان ما تتميز به الظواهر اللغوية من انفتاحها على علوم متعددة يضفي على العمليات غير اللغوية التي تتناولها وزنًا کبيرًا فيما يتعلق بفهم وتحليل تلک الظواهر بشکل يتجاوز التحليلات اللغوية التقليدية المتضمنة. غير ان الدراسة اللغوية لا تتضمن أدوات تحديد المفهوم الذي يتضمن دلالات مستحدثة تختلف عن الدلالات المتعارف عليها في علم الدلالة. وفي هذا الصدد تشکل المفردات المستحدثة هدفا للدراسة البراغماتية من خلال علم اللغة الاجتماعي وعلم اللغة المعرفي، حيث يعتمد المفهوم البراغماتي على عمليتين معرفيتين؛ الاولي تتمثل في العمليات الادراکية من جانب المتحدث والذي يستطيع من خلالها إنشاء صيغة لغوية مناسبة للدلالة المستحدثة، الثانية تتمثل في عملية فک ترميز المعنى من خلال الاعتماد على السياق النصي من جانب المتلقي. وترکز هذه المقالة، على وضع رؤية عامة للمفهوم البراغماتي للعمليات والأساليب المصاحبة لتکوين المفهوم والعمليات التي تسمح باستخدام المصطلحات الجديدة وإبراز ميزة القراءة البراغماتية لهذا النمط من الإنتاج.
تقدم هذه المقالة قراءة براغماتية للکلمات المستحدثة، بناءً على التصور المعرفي لمراحل هذا الإنتاج الجديد، مع تسليط الضوء على العمليات التي تحدث في أذهان المتحدثين ، والطرق التي تقيس إنتاجية المصطلح المستحدث.