يتنوع التشبيه على ضوء معطيات السياق، وهو أمرٌ ضرورى؛ لتأسيس الفهم وتَشکُّل الدلالة، مما يدفع القارئ إلى تتبع الطاقة الإيحائية الکامنة فيه، والغرض الذى سِيق من أجله. وقد نزلت التشبيهات القرآنية وفقًا لمقتضى الخطاب، ومقاصد الکلام، ومسالک تقرير المعانى. هذا الوعى بحرکية التشبيه يؤکد طبيعة بنائه اللغوى وتعدد وسائطه التعبيرية، وهذا سرُّ ثرائِه الدلالى، وإعجازه البلاغى.
يتناول البحث موضوعًا بلاغيًّا يتعلق بطرفى التشبيه، ومدى العلاقة التى تحکمهما، وخروج تلک العلاقة من حيز الصلة التى تربطهما إلى إزالة الشّبَهِ بينهما. ومجىء الطرفين على هيئة مخصوصة؛ يتمثلان الضدية أو ما يشابهها؛ لينتج من تلک الوسيطتين أربع طرائق يأتى على نمطها انعدام الصلة بين الطرفين؛ متمثلة فى: التضاد، والتناقض، والتخالف، والتکافؤ.
ويناقش البحث نزع الصلة بين الطرفين، وکيفية مجيئه، والمقامات التى سيق فيها. کما يوضح معنى التشابه، والفرق بينه وبين التشبيه، ومعنى تشبيه الذم، وعلة ارتباطه بالسلب، والفرق بينه وبين تشبيه القلب، وهل جاء تشبيه القلب منزوع الصلة أيضًا؟، ثم إحصاء لتلک المواضع؛ ليشکل أساسًا لدراسة أسلوبية تقوم على تحليل ظواهر الإعجاز فى النص القرآنى