قصة أصحاب الجنة في سورة القلم، رسم القرآن لها لوحة نابضة؛ يمکن للمتأمل أن يرى فيها الصورة مقسومة قسيمين، على يمين اللوحة أصحاب الجنة يدور بينهم حديث المکر الذي يبيتون، ويتواعدون ويتوعدون، ثم يأتيهم النوم فينامون ويتوقف هذا الجزء عن الحرکة، والجانب الأيسر من اللوحة تبدو متحرکة مضطربة، فها هو طائف يطوف بالجنة فيذرها کالصريم، وينتصر الله للمساکين، ثم يسکن هذا الجزء من اللوحة عن الحرکة ليماثل حالة الموات التي عمت بستانهم، ثم يأتي الصباح فيتحرک الجانب الأيمن من اللوحة وهم لا يدرون عما کان من أمر الله، ويمضون على غفلتهم وغيهم يتخافتون ويصرون على ما اتفقوا عليه في الليلة الفائتة، ثم تأتي لحظة الکشف، عندما يصلون إلى مکان جنتهم، ولکنهم ينکرونها، "إنا لضالون"، ثم تنکشف علاماتها لهم، فيدرکون حينها أنهم محرومون.
وتهدف الدراسة إلى الکشف عن طاقات التعبير الکامنة في التطريز الصوتي بألوانه المختلفة (النبر والتنغيم، والإيقاع، والفواصل الصوتية)، وهي الملامح فوق الترکيبية التي تلف السياق الکلامي، وتصنع الصورة النابضة بالحرکة، من خلال تحليل الحدث النص المقدس إلى مقاطع سياقية؛ تبعا لما يتکون من خلال ترتيل الشيخ محمود علي البنا، وجرى تحليل الآيات إلى أربعة مصادر للنغم؛ وهذه المصادر هي 1-التوزيع الصوتي، و2-التوزيع المقطعي، و3-التوزيع النبري، ثم أخيرا 4-التنغيم؛ مع الکشف عن دور کل عنصر في صناعة هذه اللوحة النغمية، واستخدام برنامج التحليل الصوتي(PARAT) لتحليل نموذج نغمي.