تتمتع آلات الموسيقى العربية بتاريخ عريق يمتد لعدة آلاف من السنين قبل الميلاد. وتطلعنا نافذة تاريخ هذه الآلات على الجهد والإبداع العربي لتطويرها. ويخبرنا التاريخ أن أهم هذه الآلات على الإطلاق هو آلة العود. وقد استعمله علماء الموسيقى والفلسفة في شرح نظريات الموسيقى. لذلک نجد آلة العود هو العنوان الأبرز في الکتب العربية القديمة التي تناولت الموسيقى ونظرياتها. وظهرت آلة العود في مشاهد تاريخية کثيرة ذکرتها الآثار والمخطوطات القديمة. و اغلب البحوث والدراسات تناولت آلة العود من الناحية العملية من حيث طريقة العزف وتکنيک الآله ولم تتطرق لدورها البارز في تطوير الجوانب الفنية والغنائية في الموسيقى العربية والاعتماد علية في وضع القواعد والأسس التي بُني عليها نظريات الموسيقى العربية وخاصة في الناحية الآلية والغنائية. وقد لاحظ الباحث هذه المشکلة، فجمع کل ما يستطيع من مصادر قديمة وحديثة تتطرق الى القاء الضوء على الدور الذي لعبتة آلة العود في تطوير الموسيقى العربية ، عن طريق قيامة بدراسة تحليلية لهذه الآلة العريقة، من ناحية الآلية والغناية، في الموسيقى العربية تاريخياً. وخَلُصَ هذا البحث إلى نتائج مهمة أظهرت مکانة آلة العود ودورة البارز في وضع اسس ونظريات الموسيقى العربية وتطورها من الناحية الآلية والغنائية وتربعه على رأس آلات الموسيقى العربية قديمًا وحديثًا، وکشفت عن متانة العلاقة التاريخية التي ربطت الإنسان العربي بآلة العود.