لعب فن الجداريات على مر العصور دورا هاما في نشر الثقافة الفنية في المجتمعات المختلفة. والجدارية سواء کانت داخلية أو خارجية تختلف في أشکالها والطريقة التي نفذت فيها والأسلوب الفني والخامات المستخدمة من مجتمع لآخر وذلک بناء على طبيعة ذلک المجتمع وجغرافيته والخامات المتوفره فيه. بالإضافة الـى هذا التنوع کذلک نجد تنوعا في الموضوعات المطروحة فمنها ما يخدم الدين والعادات والتقاليد والموروث الشعبي وغيرها. کل هذا التنوع صب في مجال فن الجداريات وأثرى الحرکة الفنية إلى وقتنا الحاضر.
في هذه الدراسة تنحصر المشکلة في کيفية الاستفادة من الخامات البيئية النسجية في عمل جداريات من خلال إمکانيات محلية کبقايا الأقمشة المستهلکة أو الجديدة من خلال الفن التجريدي. وترجع أهمية البحث إلى الوقوف على الإمکانيات التقنية للعلاقة بين التصميم وطبيعة الخامة وذلک من خلال نشر ثقافة التعلم التعاوني بين طالبات کلية التربية الأساسية. يفترض الباحثان أنه يمکن الإفادة من الفن التجريدي في توظيف الخامات النسجية لاستحداث مفردات وتصميمات لمشغولات فنية تصلح لجداريات معاصرة. وقد استخدم الباحثان المنهج الوصفي التحليلي في الاطار النظري لدراسة مفهوم الفن التجريدي وأنواع الجداريات وخصائصها والأساليب المستخدمة في تنفيذها وکذلک أهمية العمل الجماعي في مجال التربية الفنية. کما استخدم الباحثان المنهج التجريبي من خلال التجربة العملية لمراحل تؤدي الى تحقيق فرضية واهداف البحث.