الفن التشکيلي أحد العلوم الإنسانية التي تخاطب العقل والمشاعر، وتنمي القدرة على الإحساس بالجمال، والمتذوق للتراث بکل ما ترکه لنا من کنوز إبداعية تضفي على متذوقها إحساس بالاحتواء والخصوصية الجمالية التي تعيدنا إلى عصر حافل بالقيم والعلوم والمعارف، حيث ترک لنا الأجداد موروثاً بصرياً حافلاً بکافة المعارف والعلوم في مختلف الميادين منها علوم الفلک والطب والرياضيات ومختلف الفنون البصرية والسمعية التي توازت في الإحساس بقيمتها مع کافة العلوم، بل کانت الفنون التشکيلية أهم تلک المجالات حيث سجلت للتاريخ نهضة علمية وتشکيلية وأدبية وجمالية على مر العصور، فبقيت صامدة بجمالها وبهائها ترمز لعظمة إنسان نفخر به ونعتز بانتمائنا إليه.
وبذلک تتعدد المثيرات التي تعد مصدراً للإستلهام في الإبداع التشکيلي، ومن تلک المثيرات النص الأدبي، الذي يتنوع بين الشعر والقصة ومضمون الآيات القرآنية، وغير ذلک من المثيرات ذات المضمون الأدبي، وتلک المثيرات من شأنها أن تفسح الخيال للمتأمل کي يستلهم ويبدع مما يثري الرسم والتصوير التشکيلي المعاصر، وهذه المثيرات تعد بمثابة قنوات إبداعية مستحدثة ومصادر للاستلهام للجانبين -التشکيلي والنص الأدبي- فکلاهما يستقي من الآخر، بل ويعد مصدر إلهام له.