ملخــص
هدفت الدراسة الحالية إلي اختبار مدى وجود أو عدم وجود فروقاً ذات دلالة إحصائية بين ذوى صعوبات التعلم وأقرانهم العاديون فى الذکاءات المتعددة، مع اختبار مدى وجود فروق بين وداخل فئات صعوبات التعلم من تلاميذ المرحلة الابتدائية . وذلک بغرض الوصول الي تخطيط بروفيلات الذکاءات لکل فئة من هذه الفئات للإسهام في اختيار أفضل استراتيجيات التعلم والتدريس المقدمة لهم . حيث تستمد الدراسة قيمتها التربوية من کونها خطوة فى بداية الطريق نحو إعادة النظر فى برامج التدريس العلاجية المقدمة لهذه الفئة من ذوى الاحتياجات الخاصة.
اتبعت الدراسة المنهج الوصفي المقارن لملاءته لمعالجة متغيرات الدراسة.و تکونت عينة الدراسة النهائية من 253 تلميذ وتلميذة من تلاميذ الحلقة الثانية من التعليم الابتدائي ( 123 من ذوي صعوبات التعلم من الذکور والإناث ، 130 من أقرانهم العاديين ) والتي تراوحت أعمارهم ما بين 9-12 سنة من ستة مدارس ابتدائية ثلاثة مدارس بنين وثلاثة للبنات من الصفوف الدراسية من الرابع إلى السادس الابتدائي. وبلغ متوسط أعمار أفراد العينة 10,19 سنة وتم اختيار عينة صعوبات التعلم من خلال مرحلتي الفرز الأولي والتشخيص الدقيق بواسطة محکي الاستبعاد والتباعد (طريقة الانحراف عن المستوي الصفي) وتمثلت أداة الدراسة الرئيسة في مقياس الذکاءات المتعددة لتلاميذ المرحلة الابتدائية إعداد الباحثة وتم تطبيقها علي جميع أفراد العينة النهائية من ذوي صعوبات التعلم والعاديين بعد حساب المحددات السيکومترية للمقياس من خلال کل من صدق التکوين والتماسک الداخلي بالنسبة للصدق ، إعادة الاختبار والاتساق الداخلي بمعاملات ألف کرونباخ فيما يتعلق بالثبات .
وتوصلت الدراسة إلي دلالة الفروق بين متوسطات درجات کل من ذوى صعوبات التعلم والعاديين علي مقياس الذکاءات المتعددة المستخدم فى کل من الذکاء الحرکى والذکاء الطبيعى عند مستوى 0.01 ، 0.001 على الترتيب لصالح ذوي صعوبات التعلم . وعدم وجود فروق دالة إحصائياً فى الستة ذکاءات الأخرى . بينما أشارت نتائج الفرض الثاني إلي وجود فروق فى مستوى الذکاءات المتعددة لصالح الذکور فى کل من الذکاء الموسيقى، الرياضى المنطقي، البصري المکاني، الحرکي بينما وجدت فروق فى مستوى الذکاء الشخصى لصالح الإناث ولم توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين کل من الذکور والإناث فى کل من الذکاء اللغوي، الطبيعي، الاجتماعي، وفيما يتعلق بالفرض الثالث فقد أشارت النتائج إلي دلالة الفروق بين فئات ذوي صعوبات التعلم الثلاثة ( ذوى صعوبات اللغة العربية ـ ذوى صعوبات الرياضيات ـ الصعوبات المشترکة) في الذکاء المنطقي الرياضي لصالح ذوى صعوبات اللغة العربية وعدم دلالتها فى السبعة أنواع من الذکاءات الأخرى.وفيما يتعلق بفئات ذوات صعوبات التعلم فقد توصلت الدراسة الي وجود فروقاً ذات دلالة إحصائية بين الإناث من ذوات صعوبات اللغة العربية، ذوات صعوبات الرياضيات، ذوات الصعوبات المشترکة فى الذکاء اللغوى لصالح ذوات صعوبات الرياضيات ووجود فروق ذات دلالة إحصائية بين کل من ذوات صعوبات الرياضيات وذوات صعوبات اللغة العربية، الصعوبات المشترکة في الذکاء الموسيقى لصالح ذوات صعوبات اللغة العربية، والذکاء المنطقي/الرياضي لصالح ذوات صعوبات اللغة العربية ، وعدم دلالة الفروق فى الذکاءات الأخرى .
وقد قامت الباحثة بالتمثيل البياني لبروفيلات ذکاءات کل فئة من فئات صعوبات التعلم من الذکور والإناث وکل من الذکور داخل الفئات الثلاثة ، والإناث داخل الفئات الثلاثة لصعوبات التعلم واقتراح إستراتيجيات التدريس العلاجية المناسبة لأقوي ثلاثة ذکاءات لکل فئة من خلال أعلي متوسطات علي مقياس الذکاءات المتعددة المستخدم في الدراسة .